للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

على أَن الزهرة فلكها فَوق فلك الشَّمْس أَو تَحْتَهُ حَتَّى جَاءَ ابْن سينا ورصدها فَوَجَدَهَا قد كسفت الشَّمْس وَصَارَت كَالشَّامَةِ على الوجنة فَتعين أَنَّهَا تَحت الشَّمْس وَأما الْقُرْآن الْكَرِيم لم يتَّفق لَهُ هَذِه الاتفاقات على أَن تِلْكَ عُلُوم عقلية تتساوى الأذهان فِيهَا وَأما الْقُرْآن فَلَيْسَ هُوَ مِمَّا هُوَ مركوز فِي الأذهان فَلذَلِك عزّ نَظِيره إِذْ لَيْسَ هُوَ من كَلَام الْبشر قَالَ الجبائي وَذكر فِي كتاب الدامغ أَن الْخَالِق سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لَيْسَ عِنْده من الدَّوَاء إِلَّا الْقَتْل فعل الْعَدو الحنق الغضوب فَمَا حَاجَة إِلَى كتاب وَرَسُول

قَالَ وَيَزْعُم أنّه يعلم الْغَيْب فَيَقُول وَمَا تسْقط من ورقةٍ إلاّ يعلمهَا ثمَّ يَقُول وَمَا جعلنَا الْقبْلَة الَّتِي كنت عَلَيْهَا إلاّ لنعلم وَقَوله إنّ لَك ألاّ تجوع فِيهَا وَلَا تعرى قَالَ وَقد جَاع وعري وَقَالَ فِي قَوْله تَعَالَى إنّا جعلنَا على قُلُوبهم أكنةً أَن يفقهوه ثمَّ قَالَ وَرَبك الغفور ذُو الرّحمة فأعظم الخطوب ذكر الرَّحْمَة مضموماً إِلَى إهلاكهم قَالَ وتراه يفتخر بالمكر وَالْخداع فِي قَوْله ومكرنا قَالَ وَمن الْكَذِب قَوْله وَلَقَد خَلَقْنَاكُمْ ثمَّ صوّرناكم ثمّ قُلْنَا للْمَلَائكَة اسجدوا لآدَم وَهَذَا قبل تَصْوِير آدم قلت ثمَّ قَالَ ابْن الراوندي وَمن فَاحش ظلمه قَوْله كلما نَضِجَتْ جُلُودهمْ بدّلناهم غَيرهَا فيعذّب جُلُودهمْ وَلم تعصه قلت الْأَلَم للحس لَا للجلد لِأَن الْجلد إِذا كَانَ بَائِنا أَو الْعُضْو فَإِن الْإِنْسَان لَا يألم بِعَذَاب الْبَائِن مِنْهُ قَالَ وَقَوله لَا تسألوا عَن أَشْيَاء إِن تبد لكم تَسُؤْكُمْ قَالَ وَإِنَّمَا يكره السُّؤَال رَدِيء السّلْعَة قلت لَا يشك الْعَاقِل وَذُو اللّب أَن الله سكت عَن أَشْيَاء فِي كتمها مصَالح للعباد قَالَ وَفِي وصف الْجنَّة فِيهَا أنهارٌ من لبنٍ لم يتغيّر طعمه وَهُوَ الحليب وَلَا يكَاد)

يشتهيه إِلَّا الجائع وَذكر الْعَسَل وَلَا يطْلب صرفا والزنجبيل وَلَيْسَ من لذيذ الْأَشْرِبَة والسندس يفترش وَلَا يلبس وَكَذَلِكَ الاستبرق الغليظ من الدّيباج وَمن تخايل أَنه فِي الْجنَّة يلبس هَذَا الغليظ وَيشْرب الحليب والزنجبيل صَار كعروس الأكراد والنبط قلت أعمى الله بصيرته عَن قَوْله تَعَالَى فِيهَا مَا تشْتَهي أَنفسكُم وَعَن قَوْله تَعَالَى وَلحم طيرٍ مِمَّا يشتهون وَمَعَ ذَلِك فَفِيهَا الّلبن وَالْعَسَل وغليظ الْحَرِير يُرِيد بِهِ الصفيق الملتحم النسج وَهُوَ أَفْخَر مَا يلبس وَقَالَ وَأهْلك ثموداً لأجل نَاقَة وَقَالَ ياعبادي الَّذين أَسْرفُوا على أنفسهم لَا تقنطوا من رَحْمَة الله ثمَّ قَالَ إِن الله لَا يهدي من هُوَ مسرفٌ كذّاب قَالَ الجبائي لَو علم ابْن الراوندي لَعنه الله أَن الْإِسْرَاف الأول فِي الْخَطَايَا دون الشّرك وَأَن الْإِسْرَاف الثَّانِي هُوَ الشّرك لما قَالَ هَذَا ثمَّ قَالَ ووجدناه يفتخر بالفتنة الَّتِي أَلْقَاهَا بَينهم لقَوْله

<<  <  ج: ص:  >  >>