للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(النَّهر وافى شاهراً سَيْفه ... ولمعه يحتبس الأعينا)

(فماجت الْبركَة من خَوفه ... وارتعدت وادّرعت جوشنا)

وَمِنْه لما ألبس الذمّة العمائم الملونة

(تعجّبوا لِلنَّصَارَى وَالْيَهُود مَعًا ... والسامريين لنا عمّموا الخرقا)

(كَأَنَّمَا بَات بالأصباغ منسهلاً ... نسر السَّمَاء فأضحى فَوْقهم ذرقا)

وَمِنْه

(وأصفرٍ أَزْرَق الْعَينَيْنِ لحيته ... حَمْرَاء قد سَقَطت من كفّ دبّاغ)

(ألوانه اخْتلفت لَا تعجبوا فَعَسَى ... قد كَانَ فِي است امهِ دكان صبّاغ)

وَمِنْه يصف ثَوْبه

(لَو أنّ عَيْني على غَيْرِي تعانيه ... بكيته أحمراً أَو متّ بالضحك)

(وَمن رَآنِي فِيهِ قَالَ وَاعجَبا ... أرى على البّر شيخ الْبَحْر فِي الشبك)

وَمِنْه فِي الْعود

(اشرب على الْعود من صهباء جاريةٍ ... فِي المنتشي جَرَيَان المَاء فِي الْعود)

(ترنّم الْعود مَسْرُورا وَمن عجبٍ ... سروره وَهُوَ فِي ضربٍ وَتَقْيِيد)

(من أَيْن للعود هَذَا الصَّوْت تطربنا ... ألحانه بأطاريف الأناشيد)

(أظنُّ حِين نشا فِي الدّوح علّمه ... سجع الحمائم تَرْجِيع الأغاريد)

وَمِنْه فِي الحمّام الَّتِي عمّرها أسندمر بطرابلس

(زر منزل الأفراح وَاللَّذَّات ... دَار النّعيم ومرتع اللَّذَّات)

(دَار النَّعيم وَفِي الْجَحِيم أساسها ... تجْرِي بهَا الْأَنْهَار فِي الجنات)

(فلكٌ وَمن بيض القباب بروجه ... ونجومه من زَاهِر الجامات)

(مغنًى لَهُ يمازج مَاؤُهُ ... للنار فَهُوَ مؤلف الأشتات)

(كالخلد مُرْتَفع الْبناء فضاؤه ... رحبٌ يُسَافر فِيهِ باللحظات)

(يحْكى بخور الْعود طيب بخارها ... والمسك والكافور ممتزجات)

(وتضيء فِي غسق الدجى أكنافها ... كإضاءة الْمِصْبَاح فِي الْمشكاة)

)

(فرشت بألوان الفصوص ورصّعت ... بجواهرٍ من فاخر الْآلَات)

(بركٌ كأفواه الملاح رضابها ... عذب شهيّ الرشف فِي الحلوات)

(ومنابع قد فجّرت بحدائقٍٍ ... ترخيمها يُغني عَن الزهرات)

(وَجَرت أنابيب الْحِيَاض بفضّةٍ ... محلولةٍ تنصبّ فِي مرْآة)

<<  <  ج: ص:  >  >>