(تلقى الرّبيع من اعْتِدَال هوائها ... ومياهها فِي سَائِر الْأَوْقَات)
(ويشمّ مِنْهَا من يمرّ ببابها ... ريّا نسيم الرّوض فِي الغدوات)
(حمّامنا يشفي السّقام وماؤه ... عين الْحَيَاة تزيل كلّ الأبيات)
(وبرسم مَوْلَانَا الْأَمِير وَأمره ... بنيت على اسْم الله والبركات)
(الْمَالِك المخدوم سيف الدّين وَالِد ... نيا أسندمر الْكَرِيم الذّات)
(قد سَاد بانيها فشاد بناءها ... بأوامرٍ سيفيّة العزمات)
(فِي دولة الْملك الرَّحِيم محمدٍ ... النَّاصِر الْمَنْصُور فِي الْغَزَوَات)
تمت لخمس قد مَضَت من هِجْرَة الْمُخْتَار مَعَ سبعٍ كملن مئات وَمن شعر شمس الدّين الطَّيِّبِيّ
(لست أنسى الأحباب مَا دمت حَيا ... إِذْ نووا للنّوى مَكَانا قصيّاً)
(وتلوا آيَة الدُّمُوع فخرّوا ... خيفة الْبَين سجدا وبكيّا)
(فبذكراهم يسبّح دمعي ... كلّما اشْتقت بكرَة وعيشا)
(وأناجي الْإِلَه من فرط حزني ... كمناجاة عَبده زَكَرِيَّا)
(واختفى نورهم فناديت ربّي ... فِي ظلام الدّجى نِدَاء خفيّّا)
(وَهن الْعظم بالعباد فَهَب لي ... ربّ بِالْقربِ من لَدُنْك وليّا)
(واستجب فِي الْهوى دعائي فإنّي ... لم أكن بِالدُّعَاءِ ربّ شقيا)
(قد فرى قلبِي الْفِرَاق وَحقا ... كَانَ يَوْم الْفِرَاق شَيْئا فريّا)
(لَيْتَني مت قبل هَذَا وأنّي ... كنت نسياً يَوْم النَّوَى منسياً)
(لم يَك الهجر باختياري وَلَكِن ... كَانَ أمرا مقدّراً مقضياً)
(يَا خليليّ خلّياني وعشقي ... أَنا أولى بِنَار وجدي صلياً)
(إِن لي فِي الْفِرَاق دمعاً مُطيعًا ... وفؤاداً صبّاً وصبراً عصيّا)
)
(أَنا فِي هجرهم وصلت سهادي ... فصلاني أَو اهجراني مليّا)
(أَنا فِي عاذلي وحبي وقلبي ... حائر أيّهم أَشد عتيّا)
(أَنا شيخ الغرام من يتّبعني ... أهده فِي الْهوى صراطاً سويّا)
(أَنا ميت الْهوى وَيَوْم أَرَاهُم ... ذَلِك الْيَوْم يَوْم أبْعث حيّا)
(أَنا لَو لم أعيش بِمقدم مولى ... هُوَ مولى الْوُجُود لم أك شيّا)
(الْفَتى الباسط الْجَمِيل جمال الد ... ين من زار من نداه النّديّا)