للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مفاوضته ومعارضته كل مناظر ومناضل أَو نظم ثَبت الْجَوْهَر الْفَرد خلافًا للنظام فِيمَا زعم وتخطى بِمَا يبديه فرق الفرقدين وترضى النُّجُوم بِمَا حكم أَو أورد مِمَّا قد سمع وَاقعَة مَاتَ التَّارِيخ فِي جلده ووقف سيف كل حاك عِنْد حَده أَو استمد قَلما كف بَصَره عَنهُ ابْن مقلة ووقف ابْن البواب بخدمته يطْلب من فَضله)

فضلَة فَهُوَ الَّذِي تطير أقلامه إِلَى اقتناص شوارد الْمعَانِي فَتكون من أنامله أولى أَجْنِحَة مثنى وَثَلَاث فاطر وتنبعث فكرته فِي خدمَة السّنة النَّبَوِيَّة وَمَا يكره الله هَذَا الانبعاث وتبرز مخبآت الْمعَانِي بنظمه وَمن السحر إِظْهَار الخبايا ويعقد الْأَلْسِنَة عَن معارضته وَعقد اللِّسَان لَا يكون بِغَيْر السحر فِي البرايا وَيُسْتَنْزَلُ كواكب الفصاحة من سماتها بِغَيْر رصد وَيَأْتِي بألفاظه العذبة ونورها للشمس وفحولتها للأسد وَيحل من شرف سيادته بَيْتا عموده الصُّبْح وطنبه المجرة ويتوقل هضبات المنابر ويستجن حَشا المحاريب ويطأ بطُون الأسرة فتح الدّين أَبُو الْفَتْح مُحَمَّد بن سيد النَّاس السَّرِيع

(لَا زَالَ روض الْعلم من فَضله ... أنفاسه طيبَة النفحق)

(وَكلما نظمات إِلَى نظمه ... أبدى سحابا دَائِم السحق)

(وَكَيف مَا حاوله طَالب ... فِي الْعلم لَا يَنْفَكّ ذَا ننجتحق)

(وَإِن غَدا بَاب النَّهْي مقفلاً ... فِي النَّاس نادوتا يَا أَبَا الفتحق)

إجَازَة كَاتب هَذِه الأحرف جَمِيع مَا رَوَاهُ من أَنْوَاع الْعُلُوم وَمَا حمله من تَفْسِير لكتاب الله تَعَالَى أَو سنة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَو أثر عَن الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ رَضِي الله عَنْهُم وَمن بعدهمْ إِلَى عصرنا هَذَا بِسَمَاع من شُيُوخه أَو بِقِرَاءَة من لَفظه أَو سَماع بِقِرَاءَة غَيره أَو بطرِيق الْإِجَازَة خَاصَّة كَانَت أَو عَامَّة أَو بأذن أَو مناولة ث أَو وَصِيَّة ث كَيفَ مَا تأدى ذَلِك إِلَيْهِ إِلَى غير ذَلِك من كتب الْأَدَب وَغَيرهَا وإجازة مَا لَهُ من مقول نظماً ونثراً وتأليفاً وجمعاً فِي سَائِر الْعُلُوم وَإِثْبَات ذَلِك بأجمعه إِلَى هَذَا التَّارِيخ بِخَطِّهِ إجَازَة خَاصَّة وإجازة مَا لَعَلَّه يتَّفق لَهُ من بعد ذَلِك من هَذِه الْأَنْوَاع فَإِن الرياض لَا يَنْقَطِع زهرها والبحار لَا ينْفد دررها إجَازَة عَامَّة على أحد الرأيين عِنْد من يجوزه وَكَانَ ذَلِك فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَعشْرين وَسبع مائَة

فَكتب الْجَواب رَحمَه الله بِمَا صورته بعد حمد الله الْمُجيب من دَعَاهُ الْقَرِيب مِمَّن نَادَى نداه الَّذِي ابتعث مُحَمَّدًا بأنواره الساطعة وهداه وأيده بِصُحْبَة الَّذين حموا حماه ونصروه على من عداهُ وَحزبه الَّذين رووا سنته وَرووا أسنتهم من عداهُ وشفوا بإيراد مناهله من كَانَ يشكو صداه وأجابوه لما دعاهم لما يحييهم إِلَيْهِ إِجَابَة الصَّارِخ صداه صلى الله عَلَيْهِ وعَلى آله وَصَحبه صَلَاة تبلغهم من الشّرف الرفيع غَايَة مداه وَسلم عَلَيْهِ وَعَلَيْهِم تَسْلِيمًا يسوغهم مشرع الرضْوَان عذباً ريه سهلاً منتداه فَلَمَّا كتبت أَيهَا الصَّدْر الَّذِي يشْرَح الصُّدُور شِفَاء والبدر الَّذِي يبهر البدور سنا وسناء والحبر الَّذِي غَدا فِي التمَاس أزهار الْأَدَب رَاغِبًا ولاقتباس أنوار الْعلم طَالبا فَحصل على اقتناء فرائدها)

واقتناص شواردها وَألْفي عقله عقال أوابدها ومجال مصائدها ومطار مطاردها بِمَا أودعت الألمعية من الْمعَانِي المبتدعة ذهنه واستعادته على لِسَان قلمه وَقد ألبسته

<<  <  ج: ص:  >  >>