للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(رَاض بِمَا صنعت أَيدي الغرام بِهِ ... فحسبه الْحبّ مَا أعْطى وَمَا سلبا)

(لَا تحسبن قَتِيل الْحبّ مَاتَ فَفِي ... شرع الْهوى عَاشَ للأحباب منتسبا)

(فِي جنَّة من مَعَاني حسن قَاتله ... لَا يشتكي نصبا فِيهَا وَلَا وصبا)

(مَا مَاتَ من مَاتَ فِي احبابه كلفاً ... وَمَا قضى بل قضى الْحق الَّذِي وجبا)

(فالسحب تبكيه بل تسقيه هامية ... وَكَيف تبْكي محباً نَالَ مَا طلبا)

)

(وطوقت جيبها الورقاء واختضبت ... بِهِ وغنت على أعوادها طَربا)

(ومالت الدوحة الْغناء راقصة ... تصبو وتنثر من أوراقها ذَهَبا)

(والغصن نشوان يثنيه الغرام بِهِ ... كَأَنَّهُ من حميا وجده شربا)

(وَالرَّوْض حمل أنفاس النسيم شذا ... أزهاره راجياً من قربه سَببا)

(فِرَاقه الْورْد فاستغنى بِهِ وثنى ... عطفا إِلَيْهِ وَمن رَجَعَ الْجَواب أَبى)

(ففارقت روضها الأزهار واتخذت ... نَحْو الرَّسُول سَبِيلا وابتغت سربا)

(وَحين وافته نادت عِنْد رُؤْيَته ... لمثل هَذَا حباء فليحل حبا)

(تهللت وجنات الْورْد من فَرح ... وأعين النرجس اخضلت لَهُ نغبا)

(سقته واستوسقت من عرفه أرجاً ... أذكى وأعطر أنفاساً إِذا انتسبا)

(وأملت لمحة من حسن قَاتله ... فأجفلت هرباً إِذْ لم تطق رهبا)

ورأيته بعد وَفَاته فِي النّوم رَحمَه الله تَعَالَى فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين وَسبع مائَة وَهُوَ على عَادَة اجتماعي بِهِ وَهُوَ يَقُول فِي أثْنَاء كَلَامه رَأَيْت التَّرْجَمَة الَّتِي عملتها وَمَا كنت تحْتَاج إِلَى تينك اللفظتين أَو مَا هَذَا مَعْنَاهُ ففطنت فِي النّوم لما قَالَ وكشطتهما لِأَنَّهُمَا لم يَكُونَا من كَلَامي فِي حَقه

وكتبت لَهُ استدعاء اجازته لي بِمَا صورته بعد الحمدلة وَالصَّلَاة المسؤول من إِحْسَان سيدنَا الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم الْعَلامَة المتقن الْحَافِظ رحْلَة الْمُحدثين قبْلَة المتأدبين جَامع أشتات الْفَضَائِل حاوي محَاسِن الْأَوَاخِر والأوائل الرمل

(حَافظ السّنة حفظا لَا ترى ... مَعَه أَن تعْمل النَّاس الأسنة)

(مَرْكَز الدائر من أهل النَّهْي ... فَإلَى مَا قد حوى تثني إلاعنة)

بديع زَمَانه نادرة أَوَانه ضَابِط الْأَنْسَاب على اختلافها فَهُوَ السَّيْل المتحدر لِابْنِ نقطه ناقل الْعلم الشريف عَن سلفه الَّذِي وَافق على المُرَاد شَرطه ساحب ذيل الْفَخر الَّذِي لَو بلغ السَّمْعَانِيّ جعله فِي الْحِلْية قرطه صَاحب النَّقْل الَّذِي إِذا أَتَى رايت الْبَحْر بأمواجه مِنْهُ يلتطم والعبارة تستبق فِي مضمار لهواته فتزداد وتزدحم الَّذِي أَن ترسل نقصت عِنْده أَلْفَاظ الْفَاضِل وَعجز عَن

<<  <  ج: ص:  >  >>