فَقَالَ أتعب وَالله جدعك الْقرح وَالشَّيْخ الْعَالم بهاء الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْمَعْرُوف بِابْن الْمُفَسّر أَنْشدني يَوْمًا لنَفسِهِ الرمل
(لَا أرى لي فِي حَياتِي رَاحَة ... ذهبت لَذَّة عيشي بِالْكبرِ)
(بَقِي الْمَوْت لمثلي ستْرَة ... يَا آلهي أَنْت أولى من ستر)
فَأَنْشَدته لي الْخَفِيف
(بقلت وجنة الْمليح وَقد ولي ... زمَان الصَّبِي الَّذِي كنت أملك)
)
(يَا عذار الْمليح دَعْنِي فَإِنِّي ... لست فِي ذَا الزَّمَان من خل بقلك)
وَالشَّيْخ الأديب الْفَاضِل سراج الدّين عمر الْوراق الْمصْرِيّ سمعته ينشد لنَفسِهِ الْكَامِل
(يَا خجلتي وصحائفي سود غَدا ... وصحائف الْأَبْرَار فِي إشراق)
(وتوقعي لموبخ لي قَائِل ... أكذا تكون صَحَائِف الْوراق)
والأديب الْفَاضِل نصير الدّين الْمَنَاوِيّ الحمامي أَنْشدني لنَفسِهِ الطَّوِيل
(أحب من الدُّنْيَا إِلَيّ وَمَا حوت ... غزال تبدي لي بكأس رحيق)
(وَقد شهِدت لي سنة اللَّهْو أنني ... أحب من الصَّهْبَاء كل عَتيق)
فَأَنْشَدته لي الْكَامِل
(إِنِّي إِذا آنست هما طَارِقًا ... عجلت باللذات قطع طَرِيقه)
(ودعوت أَلْفَاظ الْمليح وكأسه ... فنعمت بَين حَدِيثه وعتيقه)
وَجَمَاعَة يطول ذكرهم ويعز على أَن لَا يحضرني الْآن إِلَّا شعرهم وَأما مصنفاتي الَّتِي هِيَ كالياسمين لَا تَسَاوِي جمعهَا وَلَوْلَا جبر الخزائن الشَّرِيفَة السُّلْطَانِيَّة الملكية المؤيدية لَهَا مَا استجزت نصبها وَلَا رَفعهَا فَهِيَ كتاب مجمع الفرائد كتاب الْقطر النباتي كتاب شرح الْعُيُون فِي شرح رِسَالَة ابْن زيدون كتاب منتخب الْهَدِيَّة من المدائح المؤيدية كتاب الْفَاصِل من انشاء الْفَاضِل كتاب زهر المنثور كتاب سجع المطوق كتاب ابزار الْأَخْبَار كتاب شَعَائِر الْبَيْت التَّقْوَى وَلم يكمل إِلَى الْآن الأرجوزه الْمُسَمَّاة فرائد السلوك فِي مصائد الْمُلُوك أجزت لَك أعزّك الله رِوَايَتهَا عني وَرِوَايَة مَا أدونه وأجمعه بعْدهَا حَسْبَمَا اقترحه استدعاؤك ونمقه ونسخه وحققه وتضمنه سؤالك الَّذِي تَصَدَّقت بِهِ على فمنك السُّؤَال ومنك الصَّدَقَة وَالله تَعَالَى يشْكر عَهْدك الْجَمِيل وكلماتك الجزلة وكرمك الجزيل ويمتع فنون الْفَضَائِل الملتجئة إِلَى ظلّ قلمك الظليل وَلَا يعْدم الأحباب الْآدَاب من اسْمك وسمتك خير صَاحب وخليل بمنه وَطوله تمت الْإِجَازَة ثمَّ أنني سَمِعت من لَفظه كتاب منتخب الْهَدِيَّة والقطر النباتي وَكنت قد كتبت عَلَيْهِ وَأَنا بِالْقَاهِرَةِ الوافر
(بحقك لَا تقل فِيمَن تقضي ... وَفَاتَ لقد مضى بالطيبات)