وَخرج عَسْكَر مصر مَعَ الْأَمِير سيف الدّين قطز وَفَارِس الدّين أقطاي المستعرب فَلَمَّا وصل المغيث وَالظَّاهِر إِلَى غَزَّة انْعَزل إِلَيْهِمَا من عَسْكَر مصر أيبك الرُّومِي وبلبان الكافوري وسنقرشاه العزيزي وأيبك الجواشي وَبدر الدّين ابْن خَان بغدي وأيبك الْحَمَوِيّ وَهَارُون القيمري واجتمعوا بهما فَقَوِيت شوكتهما وتوجها إِلَى الصالحية والتقيا بعسكر مصر سنة سِتّ وَخمسين واستظهرا عَلَيْهِم ثمَّ انكسرا وهرب المغيث وَالظَّاهِر وَأسر جمَاعَة وَضربت رقابهم صبرا مِمَّن ذكرته أَولا ثمَّ حصل بَين الظَّاهِر والمغيث وَحْشَة ففارقه وَعَاد إِلَى النَّاصِر على أَن يقطعهُ مائَة فَارس من جُمْلَتهَا قَصَبَة نابلس وجينين وزرعين فَأَجَابَهُ إِلَى نابلس لَا غير وَمَعَهُ جمَاعَة حلف لَهُم النَّاصِر وهم بيسري الشمسي وأوتامش السَّعْدِيّ وطيبرس الوزيري وآقوش الرُّومِي الدوادار وكشتغدي الشمسي ولاجين الدرفيل وأيدغمش الْحلَبِي وكشتغدي المشرقي وأيبك الشيخي وخاص ترك الصَّغِير وبلبان المهراني وسنجر الإسعردي وسنجر الهمامي والبلان الناصري ويكنى الْخَوَارِزْمِيّ وطمان وأيبك العلائي ولاحين الشقيري وبلبان الإقسيسي وسلطان الإلدكزي ووفى لَهُم فَلَمَّا قبض الْملك المظفر قطز على ابْن أستاذه حرض الْملك الظَّاهِر للْملك النَّاصِر على قصد مصر ليملكها فَلم يجبهُ فَسَأَلَهُ أَن يقدمهُ على أَرْبَعَة آلَاف فَارس أَو يقدم غَيره ليتوجه إِلَى شط الْفُرَات لمنع التتار من العبور إِلَى الشَّام فَلم يُمكنهُ الصَّالح لباطن كَانَ لَهُ مَعَ التتار ثمَّ إِن الظَّاهِر فَارق النَّاصِر وَتوجه إِلَى الشهرزورية وَتزَوج مِنْهُم ثمَّ جهز إِلَى المظفر من اسْتَخْلَفَهُ لَهُ وَعَاد)
إِلَى الْقَاهِرَة ودخلها سنة ثَمَان وَخمسين وسِتمِائَة مخرج المظفر للقائه وأنزله فِي دَار الوزارة وأقطعه قصبه قليوب لخاصه فَلَمَّا خرج المظفر للقاء التتار جهز الظَّاهِر فِي عَسْكَر لكشف أخبارهم فَأول مَا وَقعت عينه عَلَيْهِم ناوشهم الْقِتَال وَلما انْقَضتْ الْوَقْعَة بِعَين جالوت تَبِعَهُمْ الظَّاهِر يقْتَصّ آثَارهم إِلَى حمص وَعَاد فَوَافى المظفر بِدِمَشْق وَلما توجه المظفر إِلَى مصر اتّفق الظَّاهِر مَعَ الرَّشِيدِيّ وبهادر المعزي وبكتوت الجوكنداري وبيدغان الركني وبلبان الهاروني وأنص الْأَصْبَهَانِيّ على قتل المظفر فَقَتَلُوهُ على الصُّورَة الَّتِي تذكر فِي تَرْجَمته إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَسَارُوا إِلَى الدهليز فَبَايع الْأَمِير فَارس الدّين الأتابك للْملك الظَّاهِر وَحلف لَهُ ثمَّ الرَّشِيدِيّ ثمَّ الْأُمَرَاء وَركب وَمَعَهُ الأتابك وبيسري وقلاوون والخزندار وَجَمَاعَة من خواصه وَدخل قلعة الْجَبَل سَابِع عشر ذِي الْقعدَة وَجلسَ فِي إيوَان القلعة وَكتب إِلَى الْأَشْرَف صَاحب حمص وَإِلَى الْمَنْصُور صَاحب حماة وَإِلَى مظفر الدّين صَاحب صهيون وَإِلَى الإسماعيلية وَإِلَى عَلَاء الدّين ابْن صَاحب الْموصل نَائِب حلب وَالِي من فِي الشَّام يعرفهُمْ مَا جرى وَأَفْرج عَمَّن فِي الحبوس من أَصْحَاب الجرائم وَأقر الصاحب زين الدّين بن الزبير على الوزارة وَكَانَ قد تلقب بِالْملكِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute