ونقلت مِنْهُ لَهُ من الْخَفِيف
(أبكمٌ قلدوه أَمر الرعايا ... وَهُوَ من حلية الوزارة عطل)
(فَهُوَ بالبوق فِي الوزارة طبلٌ ... وَهُوَ فِي الدست حِين يجلس سطل)
ونقلت مِنْهُ لَهُ من المنسرح
(يَا غَائِبا لَو قضيت من أسفٍ ... من بعده مَا قضيت مَا يجب)
(مَا ترك السقم بعد بعْدك لي ... وَالله جنبا عَلَيْهِ أنقلب)
ونقلت مِنْهُ قَوْله من الْكَامِل
(لَا تأسفن على الشَّبَاب وفقده ... فعلى المشيب وفقده يتأسف)
(هذاك يخلفه سواهُ إِذا انْقَضى ... وَمضى وَهَذَا إِن مضى لَا يخلف)
قلت هُوَ مَأْخُوذ من قَول الأول من الْبَسِيط)
(الشيب كرهٌ وكرهٌ أَن يفارقني ... أحبب بِشَيْء على الْبغضَاء مودود)
(يمْضِي الشَّبَاب فَيَأْتِي بعده بدلٌ ... والشيب يذهب مفقوداً بمفقود)
ونقلت مِنْهُ لَهُ من السَّرِيع
(يَقُول جسمي لنحولي وَقد ... أفرط بِي فرط ضنىً واكتئاب)
(فعلت بِي يَا سقم مَا لم يكن ... يلبس وَالله عَلَيْهِ الثِّيَاب)
وَمن شعر ابْن النَّقِيب من المنسرح
(عجبت للشيب كنت أكرهه ... فَأصْبح الْقلب وَهُوَ عاشقه)
(وَكنت لَا أشتهي أرَاهُ وَقد ... أَصبَحت لَا أشتهي أفارقه)
وَمِنْه من السَّرِيع
(قد خرج الشيب فِي تذاكره ... عَلَيْك مَا لَا تطِيق تخصمه)
(والعمر فذلكت كل حَاصله ... وَإِن بَاقِيه لَيْسَ نعلمهُ)
(وكل من كَانَ عَاملا عملا ... فَإِن ذَاك الْحساب يلْزمه)
وَقَالَ أَبُو الْحُسَيْن الجزار لَهُ يَوْمًا أجز من الْخَفِيف لَا تسلني عَن المشيب إِذا حل وسل إِن جهلت شيبي عني فَقَالَ ابْن النَّقِيب مجيزاً لَهُ من الْخَفِيف خل شيبي وَمَا يَشَاء فَمَا يغلب جهلي حلمي وَمِنْه ومني وَمن شعره من الطَّوِيل