وَمن شعره من الْكَامِل
(إِن كَانَ قد بعد المزار فودُّنا ... باقٍ وَنحن على النَّوَى أحباب)
(كم قاطعٍ للوصل يُؤمن وده ... ومواصل بوداده يرتاب)
ذكرت هُنَا مَا كتب بِهِ السراج الْوراق إِلَى الرشيد المارديني وَقد بعث إِلَيْهِ تَمرا رديئاً ضمن قدور من الْكَامِل
(يَا من غَدا لي وَاضِعا بقدوره ... قدرا لَهُ فَوق السَّمَاء قباب)
(جَاءَت بأنواع النَّوَى فمجاببٌ ... أدماً وعارٍ مَا لَهُ جِلْبَاب)
(وعَلى النقير لتمرها أثرٌ عَفا ... فهدى إِلَيْهِ الحائرين ذُبَاب)
(أرجيع مَا لاك الْحجاز بعثته ... والرزق سد فَمَا لَدَيْهِ بَاب)
(أم خلت زجاجاً أَخَاك ومصر من ... شُؤْم النَّوَى قفر الرحاب يباب)
(وَإِذا تَبَاعَدت الجسوم فودنا ... بَاقٍ وَنحن على النَّوَى أحباب)
وَلابْن وَكِيع الْمَذْكُور من السَّرِيع
(أبصره عاذلي عَلَيْهِ ... وَلم يكن قبلهَا رَآهُ)
(فَقَالَ لي لَو هويت هَذَا ... مَا لامك النَّاس فِي هَوَاهُ)
(قل لي إِلَى من عدلت عَنهُ ... فَلَيْسَ أهل الْهوى سواهُ)
(فظل من حَيْثُ لَيْسَ يدْرِي ... يَأْمر بالحب من نَهَاهُ)
قَالَ القَاضِي شمس الدّين أَحْمد بن خلكان كنت أنْشد هَذِه الأبيات لصاحبنا الْفَقِيه شهَاب الدّين)
مُحَمَّد بن عبد الْمُنعم الْمَعْرُوف بِابْن الخيمي فأنشدني لنَفسِهِ فِي الْمَعْنى من الرمل
(لَو رأى وَجه حَبِيبِي عاذلي ... لتفاصلنا على وجهٍ مليح)
وَمن شعر ابْن وَكِيع من المتقارب
(لقد قنعت همتي بالخمول ... وصدت عَن الرتب العاليه)
(وَمَا جهلت طعم طيب الْعلَا ... وَلكنهَا تطلب العافيه)
وَمِنْه من الوافر
(ملا عَن حبك الْقلب المشوق ... فَمَا يصبو إِلَيْك وَلَا يتوق)
(جفاؤك كَانَ عَنْك لنا عزاءً ... وَقد يسلي عَن الْوَلَد العقوق)
وَمِنْه من مخلع الْبَسِيط
(أما ترى أنجم الدياجي ... تزهر فِي جوها النقي)
(تحكي لنا لؤلؤاً نثيراً ... على بساطٍ بنفسجي)