وَمِنْه يرثي صديقا لَهُ وَقع الْمَطَر يَوْم مَوته من الطَّوِيل
(بنفسي من أبكى السَّمَوَات فَقده ... بغيثٍ ظنناه نوال يَمِينه)
(فَمَا استعبرت إِلَّا أسىً وتأسفاً ... وَإِلَّا فَمَاذَا الْقطر فِي غير حِينه)
وَمِنْه من السَّرِيع
(لَا ترج ذَا نقصٍ وَإِن أَصبَحت ... من دونه فِي الرُّتْبَة الشَّمْس)
(كيوان أَعلَى كوكبٍ موضعا ... وَهُوَ إِذا أنصفته نحس)
وَمِنْه من الْكَامِل
(فدع التمدح بالقديم فكم عَفا ... فِي هَذِه الآكام قصرٌ داثر)
(إيوَان كسْرَى الْيَوْم بعد خرابه ... خيرٌ لعمرك مِنْهُ خصٌ عامرٌ)
وَمِنْه من الطَّوِيل
(إِذا أحرقت فِي الْقلب مَوضِع سكناهَا ... فَمن ذَا الَّذِي من بعد يكرم مثواها)
(وَإِن نزفت مَاء الْعُيُون بهجرها ... فَمن أَي عينٍ تَأمل العيس سقياها)
(وَمَا الدمع يَوْم الْبَين إِلَّا لآلىءٌ ... على الرَّسْم فِي رسم الديار نثرناها)
(وَمَا أطلع الزهر الرّبيع وَإِنَّمَا ... رأى الدمع أجياد الغصون فحلاها)
(وَلما أبان الْبَين سر صدورنا ... وَأمكن فِيهَا الْأَعْين النجل مرماها)
(عددنا دموع الْعين لما تحدرت ... ردوعاً من الصَّبْر الْجَمِيل نزعناها)
(وَلما وقفنا للوداع وترجمت ... لعَيْنِي عَمَّا فِي الضمائر عَيناهَا)
(بَدَت صُورَة فِي هيكل فَلَو أننا ... ندين بأديان النَّصَارَى عبدناها)
)
(وَمَا طَربا صغنا القريض وَإِنَّمَا ... جلا الْيَوْم مرْآة القرائح مرآها)
(وَلَيْلَة بتنا فِي ظلام شبيبتي ... سراي وَفِي ليل الذوائب مسراها)
(تأرج أَرْوَاح الصِّبَا كلما سرى ... بِأَنْفَاسِ ريا اللَّيْل آخر رياها)
(وَمهما أدرنا الكأس باتت جفونها ... من الراح تسقينا الَّذِي قد سقيناها)
مِنْهَا من الطَّوِيل
(وَلَو لم يجد الندى فِي يَمِينه ... لسائله غير الشبيبة أَعْطَاهَا)
(فيا ملك الدُّنْيَا وسائس أَهلهَا ... سياسة من سَاس الْأُمُور وقاساها)
(وَمن كلف الْأَيَّام ضد طباعها ... وعاين أهوال الخطوب فعاناها)
(عَسى نظرةٌ تجلو بقلبي وخاطري ... صداه فَإِنِّي دَائِما أتصداها)
وَمِنْه من الطَّوِيل