(يَا صَاحِبي سجن الخزانة خليا ... نسيم الصِّبَا ترسل إِلَى كَبِدِي نفحا)
(وقولا لضوء الصُّبْح هَل أَنْت عائدٌ ... إِلَى ناظري أم لَا أرى بعْدهَا صبحا)
(وَلَا تيأسا من رَحْمَة الله أَن أرى ... سَرِيعا بِفضل الْكَامِل الْعَفو والصفحا)
(فَإِن تحبساني فِي النُّجُوم تجبراً ... فَلَنْ تحبسا مني لَهُ الشُّكْر والمدحا)
وَمِنْه من الطَّوِيل
(وَمَا كنت أَدْرِي قبل سجنكما على ... دموعي أَن يقطرن خوف المقاطر)
(وَمَا لي من أَشْكُو إِلَيْهِ أذاكما ... سوى ملك الدُّنْيَا شُجَاع بن شاور)
وَمِنْه وَمَا لي إِلَى مَاء سوى النّيل غلَّة وَلَو أَنه أسْتَغْفر الله زَمْزَم كَانَ القَاضِي الْمُهَذّب رَحمَه الله لما جرى لِأَخِيهِ الرشيد مَا جرى فِي تَرْجَمته من اتِّصَاله بصلاح الدّين بن ايوب لما كَانَ محاصر الْإسْكَنْدَريَّة قبض شاور على الْمُهَذّب وحبسه فَكتب إِلَى شاور شعرًا كثيرا يستعظمه فَلم ينجع فِيهِ حَتَّى التجأ إِلَى وَلَده الْكَامِل شُجَاع وَكتب إِلَيْهِ أشعاراً كَثِيرَة من جُمْلَتهَا هَذِه الَّتِي قدمتها فَقَامَ بأَمْره واصطنعه وضمه إِلَيْهِ بعد أَن أَمر أَبوهُ شاور بصلبه
وَمن شعر القَاضِي الْمُهَذّب من الْكَامِل)
(أعلمت حِين تجاور الْحَيَّانِ ... أَن الْقُلُوب مواقد النيرَان)
(وَعلمت أَن صدورنا قد أَصبَحت ... فِي الْقَوْم وَهِي مرابض الغزلان)
(وعيوننا عوض الْعُيُون أمدها ... مَا غادروا فِيهَا من الغدران)
(مَا الوجد هز قناتهم بل هزها ... قلبِي لما فِيهِ من الخفقان)
(وتراه يكره أَن يرى إظعانهم ... وكأنما أَصبَحت فِي الأظعان)
وَمِنْه القصيدة الَّتِي كتبهَا إِلَى الدَّاعِي لما قبض على أَخِيه بِالْيمن يستعطفه على أَخِيه الرشيد فَأَطْلقهُ وأولها من الْكَامِل
(يَا ربع أَيْن ترى الْأَحِبَّة يمموا ... هَل أنجدوا من بَعدنَا أَو أتهموا)
(نزلُوا من الْعين السوَاد وَإِن نأوا ... وَمن الْفُؤَاد مَكَان مَا أَنا أكتم)
(رحلوا وَفِي الْقلب الْمَعْنى بعدهمْ ... وجدٌ على مر الزَّمَان مخيم)
(رحلوا وَقد لَاحَ الصَّباح وَإِنَّمَا ... تسري إِذا جن الظلام الأنجم)
(وتعوضت بالأنس روحي وَحْشَة ... لَا أوحش الله الْمنَازل مِنْهُم)
مِنْهَا من الْكَامِل