وَله يُعَارض القصيدة الهيئية من الهزج)
(عَن الغي إِلَى الرشد ... عدلت الْآن عَن قصدي)
وميلت وُجُوه الْهزْل عَن عمدٍ إِلَى الْجد وأجدي بِي أَن أعلم أَن الْجَهْل لَا يجدي لِأَنِّي نلْت من لذات دهري غَايَة الْقَصْد
(فكم عاشرت من حرٍ ... وَكم حارفت من عبد)
(وَكم صاحبت ذَا جهل ... وَكم خالطت ذَا رشد)
(وَكم صافيت صوفيا ... وزاورت أَخا زهد)
وعاشرت كبار الأَرْض فِي قرب وَفِي بعد
(وَكم مازحت سوقياً ... وَكم مازجت من جندي)
(وَكم لقلقت بالتركي ... وَكم بقبقت بالكردي)
(وَكم نادمت فِي ليلِي ... أَمِيرا مَا لَهُ قصدي)
إِلَى أَن صَار فِي كفي مَا يَكْفِي من الرفد
(وَكم سَافَرت فِي الْبر ... لرؤيا الجزر وَالْمدّ)
وَكم واكلت فِي الأسطول من برٍ وَمن وغد
(وَكم خاللت من خلٍّ ... وَكم داريت من ضد)
(وَكم سَافَرت فِي بحرٍ ... طَوِيل الْحر وَالْبرد)
(وَكم لاقيت من نحسٍ ... وَكم صادفت من سعد)
(وَكم غازلت غزلانا ... من النسوان والمرد)
(وَكم قبلت من ثغرٍ ... وَكم عانقت من قد)
وَكم غالبت من لاعب بالشطرنج والنرد
(وَكم ظبيٍ رخيم الد ... ل يَحْكِي الْبَدْر فِي السعد)
(ثنى نحوي عطفيه ... وَقد أنْجز لي وعدي)
(فأضحى رِيقه خمري ... وَأمسى خَدّه وردي)
وَكم من غادة لمياء قد مَالَتْ على زندي
(وضمتني إِلَى صدرٍ ... تمليت بِهِ وحدي)
)
(وعمداً واصلت وَصلي ... وَقد صدت عَن الصد)