(تكَاد إِذا رجعت صَوتهَا ... قضيب الأراكة ينْقد لينًا)
(تغني فتستوقف الصَّبْر عَن ... لجاجته وتحث الشجونا)
(وتبكي وَلَكِن بِلَا أدمعٍ ... وَمَا هَكَذَا يَنْبَغِي أَن تَكُونَا)
وأنشدني من لَفظه لَهُ من الْكَامِل
(غصنٌ رَشِيق الْقد لَان معاطفاً ... نشوى وبالشعر الْمرجل أورقا)
(وبمثل بدر التم أثمر فانظروا ... هَذَا القوام أجل أم غُصْن النقا)
وأنشدني من لَفظه لَهُ من الطَّوِيل
(سرت من بعيد الدَّار لي نفحة الصِّبَا ... فقد أَصبَحت حسرى من السّير ظالعه)
(وَمن عرقٍ مبلولة الجيب بالندى ... وَمن تَعب أنفاسها متتابعه)
وَكتب إِلَيّ بِالْقَاهِرَةِ سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة من الْبَسِيط
(ليل التجنب من أجفاننا شهبه ... ومجدب الرّبع مَا كَانَت دَمًا سحبه)
)
(مَا للنوى أطلعت فِي غاربٍ قمراً ... يقلهُ البان يَوْم الْبَين لَا غربه)
(تنظمت عبراتي فِي ترائبه ... عقدا كَمَا انتثرت فِي وجنتي سخبه)
(يَا من وفى الدمع إِذْ خَان الوداد لَهُ ... غدر الحبيب وَفَاء الدمع أَو سَببه)
(قد كنت أَحسب صبري لَا يذم وَقد ... مضى وَفِي ذمَّة الأشواق أحتسبه)
(يَا نازحاً سكن الْقلب الخفوق وَمن ... إِحْدَى الْعَجَائِب نائي الْوَصْل مقتربه)
(مَا لَاحَ برقٌ وَلَا ناحت مطوقةٌ ... وَلَا تناوح من بَاب الْحمى عذبه)
أَلا تساعد قلبِي والدموع وأحناء الضلوع على شوقٍ علا لهبه
(حكيت يَا برق قلبِي فِي الخفوق وَلم ... يفتك إِلَّا لهيب الوجد لَا شنبه)
(من لي بأغيد بدر التم حِين بدا ... قد سَاءَ إِذْ رام تَشْبِيها بِهِ أدبه)
(ممنعٌ بِالَّذِي ضمت غلائله ... من القنا وَبِمَا أصمت بِهِ هدبه)
(بَين الأسنة محجوبٌ وَلَو قدرُوا ... مَا قَوس حَاجِبه أغنتهم حجبه)
(سلبنني بالضنى لحمي لواحظه ... وهم أَسد الشرى المسلوب لَا سلبه)
(لَو لم يكن رِيقه خمرًا ومرشفه ... كأساً لما كَانَ يَحْكِي ثغره حببه)
(كَذَا ابْن ابْنك لَوْلَا مَا حواه لما ... عَن الْكَتَائِب أغنت فِي الوغى كتبه)