(فالحب حَيْثُ العدا والأسد رابضةٌ ... حول الكناس لَهَا غابٌ من الأسل)
(نَؤُم ناشئةً بالجزع قد سقيت ... نصالها بمياه الغنج والكحل)
(قد زَاد طيب أَحَادِيث الْكِرَام بهَا ... مَا بالكرائم من جبنٍ وَمن بخل)
(تبيت نَار الْهوى مِنْهُنَّ فِي كبدٍ ... حرى ونار الْقرى مِنْهُم على قلل)
)
(يقتلن أنضاء حبٍّ لَا حراك بهَا ... وينحرون كرام الْخَيل وَالْإِبِل)
(يشفى لديغ العوالي فِي بُيُوتهم ... بنهلةٍ من غَدِير الْخمر وَالْعَسَل)
(لَعَلَّ إلمامةً بالجزع ثَانِيَة ... يدب مِنْهَا نسيم الْبُرْء فِي علل)
(لَا أكره الطعنة النجلاء قد شفعت ... برشقةٍ من نبال الْأَعْين النجل)
(وَلَا أَخَاف الصفاح الْبيض تسعدني ... باللمح من صفحات الْبيض فِي الكلل)
(وَلَا أخل بغزلانٍ تغازلني ... وَلَو دهتني أسود الغيل بالغيل)
(حب السَّلامَة يثنى حب صَاحبه ... عَن الْمَعَالِي ويغري الْمَرْء بِالْكَسَلِ)
(فَإِن جنحت إِلَيْهِ فَاتخذ نفقاً ... فِي الأَرْض أَو سلما فِي الجو فاعتزل)
(ودع غمار الْعلَا للمقدمين على ... ركُوبهَا واقتنع مِنْهُنَّ بالبلل)
(رضى الذَّلِيل بخفض الْعَيْش يخفضه ... والعز عِنْد رسيم الأينق الذلل)
(فادرأ بهَا فِي نحور البيد جافلةً ... معارضاتٍ مثاني اللجم والجدل)
(إِن الْعلَا حَدَّثتنِي وَهِي صادقةٌ ... فِيمَا تحدث أَن الْعِزّ فِي النَّقْل)
(لَو كَانَ فِي شرف المثوى بُلُوغ منى ... لم تَبْرَح الشَّمْس يَوْمًا دارة الْحمل)
(أهبت بالحظ لَو ناديت مستمعاً ... والحظ عني بالجهال فِي شغل)
(لَعَلَّه إِن بُد فضلي ونقصهم ... لعَينه نَام عَنْهُم أَو تنبه لي)
(أعلل النَّفس بالآمال أرقبها ... مَا أضيق الْعَيْش لَوْلَا فسحة الأمل)
(لم أَرض بالعيش وَالْأَيَّام مقبلةٌ ... فَكيف أرْضى وَقد ولت على عجل)
(غالى بنفسي عرفاني بِقِيمَتِهَا ... فصنتها عَن رخيص الْقدر مبتذل)
(وَعَادَة النصل أَن يزهى بجوهره ... وَلَيْسَ يعْمل إِلَّا فِي يَدي بَطل)
(مَا كنت أوثر أَن يَمْتَد بِي زمني ... حَتَّى أرى دولة الأوغاد والسفل)
(تقدمتني أناسٌ كَانَ شوطهم ... وَرَاء خطوي إِذْ امشي على مهل)
(هَذَا جَزَاء امْرِئ أقرانه درجوا ... من قبله فتمنى فسحة الْأَجَل)
(وَإِن علاني من دوني فَلَا عجبٌ ... لي أسوةٌ بانحطاط الشَّمْس عَن زحل)
(فاصبر لَهَا غير محتال وَلَا ضجرٍ ... فِي حَادث الدَّهْر مَا يُغني عَن الْحِيَل)