(قد أقبل الصَّيف وَولى الشتا ... وَعَن قليلٍ نسأم الحرا)
(أما ترى البان بأغصانه ... قد قلب الفرو إِلَى برا)
وَقَالَ الطغرائي فِي الشمعة من الْكَامِل
(يحيي بِمَا يفنى بِهِ من جِسْمه ... فحياته مرهونةٌ بفنائه)
(ساويته فِي لَونه ونحوله ... وفضلته فِي بؤسه وشقائه)
(هَب أَنه مثلي بحرقة قلبه ... وسهاده طول الدجى وبكائه)
(أفوادعٌ طول النَّهَار مرفهٌ ... كمعذبٍ بِصَاحِبِهِ ومسائه)
)
قلت شعر جيد فِي الذرْوَة
وَأما قصيدته اللامية فَلَا بَأْس بإيرادها وَهِي من الْبَسِيط
(أَصَالَة الرَّأْي صانتني عَن الخطل ... وَحلية الْفضل زانتني لَدَى العطل)
(مجدي أخيراً ومجدي أَولا شرعٌ ... وَالشَّمْس رأد الضُّحَى كَالشَّمْسِ فِي الطِّفْل)
(فِيمَا الْإِقَامَة بالزوراء لَا سكني ... بهَا وَلَا نَاقَتي فِيهَا وَلَا جملي)
(ناءٍ عَن الْأَهْل صفر الرحل منفردٌ ... كالسيف عري متناه من الْخلَل)
(فَلَا صديقٌ إِلَيْهِ مشتكى حزني ... وَلَا أنيسٌ إِلَيْهِ مُنْتَهى جزلي)
(طَال اغترابي حَتَّى حن رَاحِلَتي ... ورحلها وقرى العسالة الذبل)
(وضج من لغبٍ نضوي وعج لما ... يلقى ركابي ولج الركب فِي عذلي)
(أَرْبَد بسطة كف أستعين بهَا ... على قَضَاء حقوقٍ للعلا قبلي)
(والدهر يعكس آمالي ويقنعني ... من الْغَنِيمَة بعد الكد بالقفل)
(وَذي شطاطٍ كصد الرمْح معتقلٍ ... لمثله غير هبابٍ وَلَا وكل)
(حُلْو الفكاهة مر الْجد قد مزجت ... بقسوة الْبَأْس مِنْهُ رقة الْغَزل)
(طردت سرح الْكرَى عَن ورد مقلته ... وَاللَّيْل أغرى سوام النّوم بالمقل)
(والركب ميلٌ على الأكوار من طربٍ ... صاحٍ وَآخر من خمر الْكرَى ثمل)
(فَقلت أَدْعُوك للجلى لتنصرني ... وَأَنت تخذلني فِي الْحَادِث الجلل)
(تنام عَيْني وَعين النَّجْم ساهرةٌ ... وتستحيل وصبغ اللَّيْل لم يحل)
(فَهَل تعين على غيٍّ هَمَمْت بِهِ ... والغي يزْجر أَحْيَانًا عَن الفشل)
(إِنِّي أُرِيد طروق الْحَيّ من إضمٍ ... وَقد حماه رماةٌ الْحَيّ من ثعل)
(يحْمُونَ بالبيض والسمر اللدان بِهِ ... سمر الغدائر حمر الْحلِيّ وَالْحلَل)
(فسر بِنَا فِي ظلام اللَّيْل مهتدياً ... فنفحة الصب تهدينا إِلَى الْحلَل)