للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(محّياً وسيمٌ وَالْوُجُوه عوابسٌ ... وكفٌّ بإثراء العديم تكفَّلا)

(فَإِن حلَّ جدبٌ كَانَ كنزاً ومزنةً ... وَإِن جلَّ خطبٌ كَانَ حرْزا ومعقلا)

مِنْهَا

(أَتَاك قريضي قد تلَّفع بالحيا ... وأمَّك للاغضاء مِنْك مؤمِّلا)

(وماهو إِلَّا قَول تلميذك الَّذِي ... روى خبر الإبداع عَنْك مسلسلا)

(غَدا العفاة الْعَصْر مغنىً ومغنياً ... وَأصْبح للراجين مولى وموئلا)

(فَإِن كَانَ ذَا عيبٍ فَلَنْ تضمن الْهدى ... وَإِن كَانَ ذَا حسنٍ فعنك تأصَّلا)

وَهِي تِسْعَة وَسِتُّونَ بَيْتا وَكلهَا جيد فَكتب جَوَابه رَحمَه الله تَعَالَى يقبل الباسطة لَا زَالَت قضب أقلامها بالمعاني مثمرة وليالي أنفاسها بالأماني مُقْمِرَة وأنواء فضائلها بِمَاء النعماء ممطرة من الْبَسِيط

(حَتَّى يرى كلُّ طرسٍ من أناملها ... روضاً تقَابل فِي أَثْنَائِهِ الثَّمر)

(وللمعاني على أنفاسه لمعٌ ... كاللّيل أشرق فِي أرجائه الْقَمَر)

فَهِيَ الْيَد الَّتِي شرِّف مقبِّلها وتغني مؤمِّلها وتباري الْغَيْث فيبين فَضلهَا عَلَيْهِ وتجاري الْبَحْر الَّذِي يهدي الدّرّ فيودُّ لَو أَهْدَت درَّها إِلَيْهِ من الْبَسِيط

(يدٌ عهدتك للتقبيل تبسطها ... فتستقلُّ الثُّريَّا أَن تكون فَمَا)

تقبيلاً يواليه حَتَّى يكَاد يثبت فِيهِ قبله ويتابعه إِلَى أَن تروى مِنْهَا غلله فَهُوَ لَا يُطيق عَن وردهَا صَدرا وَلَا يتعوَّض من عين معينها أثرا

من الْبَسِيط

(وَلَا يملُّ وروداً من مناهلها ... إِلَّا إِذا ملَّ طرف النَّاظر النَّظرا)

وَينْهى وُرُود المشرَّفة الْكَرِيمَة بل دِيمَة الْفضل المربي دوامها على كل دِيمَة فقبَّل مِنْهَا مواقع كرمه وقابل مِنْهَا مطالع نعمه فشاهد بهَا أفق فضلٍ كلما أفل نجم أطلع بَدْرًا ووقف مِنْهَا)

على بَحر علمٍ كلما أبرز لؤلؤاً رطبا قذف بعده درا فتحير كَيفَ يتَخَيَّر وتململ حِين تأمّل

وَقَالَ مَا طَائِر هَذَا الْبَيَان مِمَّا يلج أوكار الأفكار وَلَا در هَذَا الانسجام مِمَّا ينظم فِي سخاب السّحاب إِن هَذَا إلاّ سحر وَلكنه حَلَال وَمَا هَذِه الْموَاد إِلَى بَحر وَلكنه العذب الزُّلال ثمَّ ثاب ذهنه فَقَالَ بل هَذَا لفظ من أُوتِيَ ملك البراعة وخطب بفضله على مَنَابِر الأنامل فِي شعار السوَاد خطيب البراعة فسيفه قلمه وجنده كَلمه وذخائره الْمعَانِي الَّتِي تنمى على الْإِنْفَاق وسراياه شوارد الْأَمْثَال الَّتِي تسري بهَا رفاق الْآفَاق وَعلم الْمُلُوك مَا اشْتَمَل عَلَيْهِ هَذَا الْكتاب من إحسانٍ عميمٍ وفضلٍ صدر عَن كرم أصلٍ وشرفٍ جسيمٍ وودٍّ مثله من يرعاه وَلَا يرْعَى الودّ الْقَدِيم إِلَى الْكَرِيم وفضلٍ مَا وصف إِلَّا نَفسه فَإِنَّهُ لَا يُشَارك فِي الْفضل الجسيم فَشكر الْمَمْلُوك وَأثْنى وقبَّل فرائد سطوره مثنى مثنى وعوَّذ محَاسِن مهديه بأسماء الله الْحسنى وَقَالَ

<<  <  ج: ص:  >  >>