(جيشٌ من التُّرك ترك الْحَرْب عِنْدهم ... عارٌ وراحتهم ضربٌ من الضَّرب)
خَاضُوا إِلَيْهَا الرَّدى وَالْبَحْر فَاشْتَبَهَ الْأَمْرَانِ وَاخْتلفَا فِي الْحَال والسَّبب
(تسنَّموها فَلم يتْرك تسنُّمهم ... فِي ذَلِك الْأُفق برجاً غير مُنْقَلب)
(تسلَّموها فَلم تخل الرّقاب بهَا ... من فتك منتقمٍ أَو كفِّ منتهب)
(أَتَوا حماها فَلم يمْنَع وَقد وَثبُوا ... عَنْهَا مجانيقهم شَيْئا وَلم تثب)
(يَا يَوْم عكا لقد أنسيت مَا سبقت ... بِهِ الْفتُوح وَمَا قد خطَّ فِي الْكتب)
(لم يبلغ النُّطق حدَّ الشُّكْر مِنْك فَمَا ... عَسى يقوم بِهِ ذُو الشّعْر والخطب)
(كَانَت تمنِّي بك الْأَيَّام مبعدةً ... فَالْحَمْد لله نلنا ذَاك عَن كثب)
(أغضبت عبّاد عِيسَى إِذْ أبدتهم ... لله أيُّ رضى فِي ذَلِك الْغَضَب)
(وأطلع الله جَيش النَّصْر فابتدرت ... طلائع الْفَتْح بَين السُّمر والقضب)
(وأشرف الْمُصْطَفى الْهَادِي البشير على ... مَا أسلف الْأَشْرَف السُّلْطَان من قرب)
(فقرَّ عينا بِهَذَا الْفَتْح وابتهجت ... بفتحه الْكَعْبَة الغرّاء فِي الْحجب)
(وَسَار فِي الأَرْض سير الرّيح سمعته ... فالبُّر فِي طربٍ وَالْبَحْر فِي حَرْب)
(وخاضت الْبيض فِي بَحر الدِّمَاء وَمَا ... أبدت من الْبيض إلَاّ سَاق مختضب)
(وغاص زرق القنا فِي زرق أَعينهم ... كنها شطنٌ تهوي إِلَى قلب)
(توقَّدت وَهِي غرقى فِي دِمَائِهِمْ ... فزادها الطَّفح مِنْهَا شدَّة اللهب)
(أجرت إِلَى الْبَحْر بحراً من دِمَائِهِمْ ... فراح كالراح إِذْ غرقاه كالحبب)
(وذاب من حرِّها عَنْهُم حديدهم ... فقيَّدتهم بِهِ ذعراً يَد الرَّهب)
(تحكَّمت وسطت فيهم قواضبها ... قتلا وعفَّت لحاويها عَن السَّلب)
(كم أبرزت بطلاً كالطَّود قد بطلت ... حواسُّه فغدا كالمنزل الخرب)
)
(كَأَنَّهُ وَسنَان الرمْح يَطْلُبهُ ... برجٌ هوى ووراه كَوْكَب الذَّنب)
(بِشِرَاك يَا ملك الدُّنْيَا لقد شرفت ... بك الممالك واستعلت على الرُّتب)
(مَا بعد عكّا وَقد لانت عريكتها ... لديك شيءٌ تلاقيه على تَعب)
(فانهض إِلَى الأَرْض فالدّنيا بأجمعها ... مدَّت إِلَيْك فواصلها بِلَا نصب)