للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(دع عَنْك ذكر زمَان فَاتَ مطلبه ... واقذف فِي متن الجهالات)

(واقصد بِكُل مديح أَنْت قَائِله ... نَحْو الهداة بني بَيت الكرامات)

فَلَمَّا أَتَى على القصيدة قَالَ لله دره مَا أغوصه وانصفه واوصفه

ثمَّ قَالَ إِنَّه وجد وَالله مقَالا فَقَالَ

وَقيل إِن الْمَأْمُون أقبل يجمع الْآثَار فِي فَضَائِل آل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَانْتهى إِلَيْهِ فِيمَا انْتهى من فضائلهم قَول دعبل

(مدارس آيَات خلت من تِلَاوَة ... ومنزل وَحي مقفر العرصات)

(لآل رَسُول الله بالخيف من منى ... وبالركن والتعريف والجمرات)

فَمَا زَالَت تَتَرَدَّد فِي صدر الْمَأْمُون حَتَّى قدم عَلَيْهِ دعبل فَقَالَ أَنْشدني قصيدتك التائية وَلَا بَأْس عَلَيْك وَلَك الْأمان من كل شَيْء فِيهَا فَإِنِّي أعرفهَا وَقد رويتها إِلَّا أَنِّي أحب أَن أسمعها من فِيك فانشده حَتَّى صَار إِلَى هَذَا الْموضع

(ألم تَرَ أَنِّي مذ ثَلَاثِينَ حجَّة ... أروح واغدو دَائِم الحسرات)

(أرى فيئهم فِي غَيرهم متقسماً ... وأيديهم من فيئهم صفرات)

(وَآل رَسُول الله نحف جسومها ... وَآل زِيَاد غلظ القصرات)

(بَنَات زِيَاد فِي الْقُصُور مصونة ... وَبنت رَسُول الله فِي الفلوات)

(إِذا وتروا مدوا إِلَى واتريهم ... أكفا عَن الأوتار منقبضات)

(فلولا الَّذِي أرجوه فِي الْيَوْم أوغد ... لقطع قلبِي إثرهم حسراتي)

فَبكى الْمَأْمُون حَتَّى اخضلت لحيته وَجَرت دُمُوعه على نَحره

وَمن شعره فيهم

(وَلَيْسَ حَيّ من الْحيَاء نعرفه ... من ذِي يمَان وَلَا بكر وَلَا مُضر)

(إِلَّا وهم شُرَكَاء فِي دِمَائِهِمْ ... كَمَا تشارك أيسار على جزر)

(أرى أُميَّة معذورين إِن قتلوا ... وَلَا أرى لبني الْعَبَّاس من عذر)

(أَبنَاء حَرْب ومروان وأسرتهم ... بَنو معيط وُلَاة الحقد والوغر)

)

(أَربع بطوس على الْقَبْر الزكي بِهِ ... إِن كنت تربع من دين على وطر)

(هَيْهَات كل امْرِئ رهن بِمَا كسبت ... يَدَاهُ حَقًا فَخذ مَا شِئْت أَو فذر)

<<  <  ج: ص:  >  >>