للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(جلبا إِلَيْك الشعرّ مِن أوْطانِهِ ... جَلْبَ التجارِ طرائفَ الأجلابِ)

(فبدائعُ الشُّعَرَاء فِيمَا جهّزا ... مقرونةٌ ببدائعِ الكُتابِ)

(شَنّا عَلَى الْآدَاب أقْبَحَ غارةٍ ... جَرَحَتْ قُلوبَ محاسِنِ الآدابِ)

(فحذارِ مِن حَرَكاتِ صِلَّيْ قَفرةٍ ... وحَذارِ مِن حَرَكاتِ لَيْشَي عابِ)

(لَا يَسْلُبانِ أَخا الثَراءِ وإنمّا ... يَتَنَاهَبانِ نَتَائِجَ الألْبابِ)

(إنْ عَزَّ مَوجودُ الكَلامِ عَلَيْهِمَا ... فَأَنا الَّذِي وَقَفَ الكًلامُ بِبابي)

(أَو يَهْبطا مِنْ ذلّتي فَأَنا الَّذِي ... ضِرُبتْ عَلَى الشَرَفِ الرفيعِ قبابي)

)

(كم حاوَلا أمَدي فطال عَلَيْهِمَا ... أَن يُدرِكا إِلَّا مَطارَ تُرابي)

(عَجزا وَلنْ يقف العبيد إِذا جَروا ... يَوْم الرِّهَان مَواقِف الأربابِ)

(وَلَقَد حَميتُ الشعرَ وَهْوَ لِمَعْشَرٍ ... رمم سِوى الأسماءِ والألقابِ)

(وضربتُ عَنهُ المدّعين وإنمّا ... عَنْ حَوْزَةِ الْآدَاب كانَ ضرابي)

(فغدت نبيط الخالدية تَدعِي ... شعري وترفل فِي حبير ثِيَابِي)

(قَومٌ إِذا قصدُوا الملوكَ لِمَطْلَبٍ ... نُفِضَتْ عمائِمُهُم عَلَى الأبْوابِ)

(مِنْ كُلِّ كَهْلٍ نستطير سِبالُه ... لَوْنَينِ بَينَ أنامِلِ البوّابِ)

(مُغْضٍ عَلَى ذلّ الحِجابِ يرُدُّهُ ... دَامِي الجَبين تجهُّمُ الحُجابِ)

(ومُفَوَّهين تَعَرَّضا لجرايتي ... فَتَعَرَّضَتْ لَهُما صُدورُ حِرابي)

(نظرا إِلَى شِعْري يَرُوقُ فترّبا ... مِنه خُدودَ كواعبِ أتْرابِ)

(شِرَباهُ فَاعْتَرَفا لَهُ بِعُذوبةٍ ... وَلَرُبَّ عذبٍ عادَ سَوْطَ عَذابِ)

(فِي عارَةٍ لَمْ تَنْثَلِم فِيهَا الظِبا ... ضَرْباً وَلَمْ تَنْدَ القنا بِخِضّابِ)

(تُرِكَتْ غرائبُ مَنطِقي فِي غُربَةٍ ... مَسْبِبَّة لَا تَهتَدِي لإبابِ)

(جرحى وَمَا ضرُبَتْ بِحَدِّ مُهَنّدٍ ... أسرى وَمَا حُمِلَتْ عَلَى أقْتابِ)

(لَفْظٌ صَقَلْتُ مُتونَه فكأنّه ... فِي مُشرِقاتِ التَزْمِ درُّ سَحابِ)

(وكأنمّا أجْريت فِي صَفَحاتِهِ ... حُرَّ اللُجينِ وخالصَ الزريابِ)

(أعْرَبْتُ فِي تَحْبيره فُروَاتُهُ ... فِي نُزهةٍ مِنهُ وَفِي استِغْرابِ)

(وقطعتُ فِيهِ سبيبةً لن تشتغل ... عَنْ حُسنِهِ بِصِبىً وَلَا بتَصابي)

(وَإِذا تَرَقْرَقَ فِي الصَّحِيفَة مَاؤُهُ ... عَبِقَ النسيم فَذَاك مَاء شَبَابِي)

<<  <  ج: ص:  >  >>