ابْن بشير الْحِمْيَرِي بن بشير الْحِمْيَرِي الْبَصْرِيّ أَبُو جَعْفَر مولى بني سدوس وَقيل مولى بني هَاشم وَقيل هُوَ من جذام قَالَ ابْن الْمَرْزُبَان وَهُوَ حَكِيم الشّعْر فصيح الْمعَانِي قد سير أَمْثَالًا فِي شعره وَكَانَ أَزْرَق ابرش وَله مَعَ أبي نواس أَخْبَار من شعره
(لَا تيأسن وَإِن طَالَتْ مُطَالبَة ... إِذا استعنت بصبر أَن ترى فرجا)
)
(أخلق بِذِي الصَّبْر أَن يحظى بحاجته ... ومدمن القرع للأبواب أَن يلجا)
(أبْصر لرجلك قبل الخطو موقعها ... فَمن علا زلقا عَن غرَّة زلجا)
(وَلَا يغرنك صفو أَنْت شَاربه ... فَرُبمَا صَار بالتكدير ممتزجا)
وَمن شعره
(ويل لمن لم يرحم الله ... وَمن تكون النَّار مثواه)
(كَأَنَّهُ قد قيل فِي مجْلِس ... قد كنت آتيه واغشاه)
(من طَال فِي الدُّنْيَا بِهِ عمره ... وعاش فالموت قصاراه)
(صَار البشيري إِلَى ربه ... يَرْحَمنَا الله وإياه)
توفّي الْمَذْكُور
مُحَمَّد بن بشير قَالَ صَاحب الأغاني هُوَ من بني رياش من خثعم شَاعِر ظريف متقلل لم يُفَارق الْبَصْرَة وَلَا وَفد إِلَى خَليفَة وَلَا شرِيف منتجعا بِشعرِهِ وَكَانَ مَاجِنًا خبيثا هجاء كَانَ من بخلاء النَّاس لَهُ فِي دَاره بُسْتَان قدره أَربع طوابيق فغرس فِيهِ أصل رمان وفسيلة لَطِيفَة وَزرع حواليه بقلا فَأَقْبَلت شَاة لجاره منيع فَأكلت البقل ومضغت الخوص وَدخلت إِلَى بَيته فَأكلت قَرَاطِيس فِيهَا شعره وَأَشْيَاء من سماعاته فَقَالَ
(لي بُسْتَان أنيق زَاهِر ... ناضر الحضرة رَيَّان يرف)
(راسخ الأعراق رَيَّان الثرى ... غدق تربته لَيست تَجف)
(لمجاري المَاء فِيهِ سنَن ... كَيفَ مَا صرفته فِيهِ انْصَرف)
(صابر لَيْسَ يُبَالِي كَثْرَة ... جز بالمنجل أَو مِنْهُ نتف)
(لَا ترى للكف فِيهِ أثرا ... فِيهِ بل ينمى على لمس الأكف)
(فترى الأطباق لَا تمهله ... صادرات واردات تخْتَلف)
(أقحوان وبهار مؤنق ... وسو ذَلِك من لَك الطّرف)
(اعفه يَا رب من وَاحِدَة ... ثمَّ لَا احفل أَنْوَاع التّلف)