(اكفه شَاة منيع وَحدهَا ... يَوْم لَا يصبح فِي الْبَيْت علف)
(ترهج الطّرق على مجتازها ... بتدانى الْمَشْي والخطو القطف)
(فِي يَديهَا طرف من مشيها ... خلقَة الْقوس وَفِي الرجل حنف)
)
(فَإِذا مَا سعلت وَاحِدَة ... جاوب المبعر مِنْهَا فعصف)
(ذَات قرن وَهِي حماء الا ... ان ذَا الْوَصْف لوصف مُخْتَلف)
(لَا ترى تَيْسًا عَلَيْهَا مقدما ... رميت من كل تَيْس بالصلف)
(ليتها قد اقلبت فِي جَفْنَة ... من دَقِيق وعجين مخترف)
(وتلقت شفرة من أَهله ... قدر الْأصْبع شَيْئا أَو اشف)
(فتناهت بَين أَضْعَاف المعا ... وتبوت بَين أثْنَاء الشغف)
(اورمتها قرحَة زَادَت لَهَا ... ذوباناً كل يَوْم ونحف)
(كل يَوْم فِيهِ يدنو يَوْمهَا ... أَو ترى وَارِدَة حَوْض الدنف)
(فغدت ميتَة قد اعقبت ... بطنة من بعد ادمان الهتف)
(فتراها بَينهم مسحوبة ... تخرق الترب بِجنب منحرف)
(فَإِذا صَارُوا إِلَى المأوى بهَا ... اعْمَلُوا الْآجر فِيهَا والخزف)
(ثمَّ قَالُوا ذَا جَزَاء للَّتِي ... تَأْكُل الْبُسْتَان منا والصحف)
(لَا تلوموني فَلَو أَبْصرت ذَا ... كُله فِيهَا إِذا لم انتصف)
وَهَذِه القصيدة طَوِيلَة اختصرتها وَجرى يَوْمًا بَينه وَبَين يُوسُف بن جَعْفَر بن سُلَيْمَان على النَّبِيذ كَلَام فعربد يُوسُف عَلَيْهِ وَشَجه فَقَالَ ابْن بشير
(لَا تجلساً مَعَ يُوسُف فِي مجْلِس ... ابداً وَلم تحمل دم الْأَخَوَيْنِ)
(ريحانه بِدَم الشجاج ملطخ ... وتحية الندمان لطم الْعين)
وَمن شعره
(تخطى النُّفُوس مَعَ العيا ... ن وَقد تصيب مَعَ المظنة)
(كم من مضيق فِي الفضا ... ء ومخرج بَين الأسنة)
وَكَانَ يصف نَفسه بِالْحِفْظِ والذكاء والاستغناء عَن تدوين شىء يسمعهُ حَتَّى قَالَ
(إِذا مَا غَدا الطلاب للْعلم مَا لَهُم ... من الْحَظ إِلَّا مَا يدون فِي الْكتب)
(غَدَوْت بتشميرٍ وجد عَلَيْهِم ... ومحبرتي أُذُنِي ودفترها قلبِي)