للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

عَلَاء الدّين خوارزم شَاءَ مُحَمَّد بن تكش بن أيل أرسلان بن التسر بن مُحَمَّد بن انوشتكين السُّلْطَان عَلَاء الدّين خوارزم شاه أباد مُلُوك الْعَالم ودانت لَهُ الممالك وَاسْتولى على الأقاليم وَكَانَ صبورا على التَّعَب وادمان السّير غير متنعم وَلَا مقبل على لَذَّة إِنَّمَا نهمته فِي الْملك وتدبيره وَحفظه وَحفظ رَعيته وَكَانَ فَاضلا عَالما بالفقه وَالْأُصُول وَغَيرهمَا وَكَانَ يكرم الْعلمَاء وَيُحب مناظرتهم بَين يَدَيْهِ ويعظم أهل الدّين أفنى مُلُوك خُرَاسَان وَمَا وَرَاء النَّهر وَقتل صَاحب سَمَرْقَنْد كَانَ فِي خزانته عشرَة آلَاف ألف دِينَار وألفا حمل قماش اطلس وَغَيره وخيله عشرُون ألف فرس وبغل وَله عشرَة آلَاف مَمْلُوك هرب من الخطا وَركب فِي مركب صَغِير إِلَى جَزِيرَة فِيهَا قلعة ليتحصن بهَا فادرك الْأَجَل وَدفن على سَاحل الْبَحْر سنة سبع عشرَة وست ماية وهرب ولداه وَتَفَرَّقَتْ المماليك بعده وَأخذت التتار الْبِلَاد لِأَن مؤيد الدن ابْن القمي وَزِير النَّاصِر اتّفق مَعَ الخطا على قَتله وَبعث لَهُم الْأَمْوَال سرا والخيول وصادف رسله إِلَى الخطا وَمَعَهُ من الخطا فِي عسكره سَبْعُونَ ألفا فَلم يُمكنهُ الرُّجُوع وَكَانَ خَاله من امراء جلال فحلفوه أَن لَا يطلع خوارزم شاه على مَا دبروا فجَاء إِلَيْهِ فِي اللَّيْل وَكتب فِي يَده صُورَة الْحَال فَنظر)

إِلَى السطور وَخرج من تَحت الْخَيْمَة وَمَعَهُ ولداه جلال الدّين وَالْآخر وَجرى مَا جرى وَكَانَ السُّلْطَان عَلَاء الدّين قد خطب لَهُ عل مَنَابِر فَارس واران وأذربيجان إِلَى مَا يَلِي دربند اشروسنة وَملك مَا يُقَارب أَربع ماية مَدِينَة وَكَانَ عسكره أَربع ماية ألف وَلما دَانَتْ لَهُ الممالك سمت همته إِلَى طلب مَا كَانَ لنَبِيّ سلجوق من الحكم وَالْملك بِبَغْدَاد فَجهز رِسَالَة فِيهَا خشونة فجَاء الْجَواب من الدِّيوَان أَن ذَلِك الحكم إِنَّمَا كَانَ لتغلب الْخَارِجِي ابْن مِيكَائِيل والقضية مَشْهُورَة فَاقْتضى ذَلِك حكم بني سلجوق فِي الْبِلَاد وَمَا يلْزم أَن يكون لَك تحكم مثل أوليك وَمَتى احتجنا إِلَيْك فِي مثل ذَلِك وَالْعِيَاذ بِاللَّه اجبنا سؤالك وَأَنت فممالكك متسعة فَلم تضايق فِي دَار أَمِير الْمُؤمنِينَ وأعيد رَسُوله وَمَعَهُ الشَّيْخ شهَاب الدّين عمر السهروردي فَتَلقاهُ السُّلْطَان وعظمه لشهرة اسْمه ووقف قايما حَتَّى دخل فَلَمَّا اسْتَقر جَالِسا فَقَالَ من سنة الدَّاعِي للدولة الْقَاهِرَة أَن يقدم على أَدَاء رسَالَته حَدِيثا من أَحَادِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تيمناً وتبركاً فَإِذن لَهُ السُّلْطَان وبرك على رُكْبَتَيْهِ تأدبا فِي الْجُلُوس عِنْد سَماع حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَذكر الشَّيْخ حَدِيثا مَعْنَاهُ التحذير من اذية آل عَبَّاس فَلَمَّا فرغ من رِوَايَة الحَدِيث قَالَ السُّلْطَان أَنا وَأَن كنت تركيا قَلِيل الْمعرفَة باللغة الْعَرَبيَّة فهمت مَا ذكرته من الحَدِيث غير أنني مَا آذيت أحدا من أَوْلَاد الْعَبَّاس وَلَا قصدتهم بِسوء وَبَلغنِي أَن فِي محابس أَمِير الْمُؤمنِينَ مِنْهُم خلقا كثيرا مخلدون يتوالدون ويتناسلون

<<  <  ج: ص:  >  >>