(ذالية ابْن دُرَيْد استهوي بهَا ... قوم غَدَاة نبت بِهِ بغداذه)
(دانوا لزخرف قَوْله فتفرقت ... طَمَعا بهم صرعاه أَو جذاذه)
(من قدر الرزق السّني لَك إِنَّمَا ... قد كَانَ لَيْسَ يضرّهُ إِنْفَاذه)
قَالَ قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين ابْن خلكان رَأَيْت عماد الدّين ابْن باطيش فِي كِتَابه الْمُغنِي)
شرح الْمُهَذّب فِي الْفِقْه لما انْتهى إِلَى ذكر أبي بكر مُحَمَّد بن الْحداد الْمصْرِيّ الشَّافِعِي ذكر بعض هَذِه الأبيات وَعَزاهَا إِلَيْهِ وَمَا أوقعه فِي ذَلِك إِلَّا أَن ظافر يعرف بالحداد وَمن شعر ظافر الْحداد قَوْله الطَّوِيل
(يذم المحبون الرَّقِيب وليت لي ... من الْوَصْل مَا يخْشَى عَلَيْهِ رَقِيب)
قلت وَهُوَ مِمَّن أَجَاد التَّشْبِيه فَمن ذَلِك قَوْله من أَبْيَات الطَّوِيل
(وَقد سبحت فِيهِ الثريا كَأَنَّهَا ... بنيقات وشي فِي قَمِيص حداد)
(ولاحت بَنو نعش كتنقيط كَاتب ... بيسراه للتعليم آخر صَاد)
(إِلَى أَن بدا ضوء الصَّباح كَأَنَّهُ ... رِدَاء عروس فِيهِ صبغ مداد)
قلت هُوَ يشبه قَول الْقَائِل الْكَامِل
(خلقت نُجُوم بَنَات نعش سَبْعَة ... تترى كَمَا نظم الخرائد جوهرا)
(تبدو كَمَا رسمت بنان مكتب ... لمكتب فِي اللَّوْح صاداً أعسرا)
وَقَالَ ظافر الْحداد الْبَسِيط
(كَأَن أنجمها فِي الجو زاهرة ... دَرَاهِم والثريا كف منتقد)
وَقَالَ أَيْضا الْكَامِل
(والجو من شفق الْغُرُوب مفروز ... كحديقة حفت بورد أَحْمَر)
(وبدا الْهلَال لليلتين كَأَنَّهُ ... فتر حوى تفاحة من عنبر)
وَقَالَ أَيْضا الْكَامِل
(وَاللَّيْل قد ولى بعبسة هارب ... وَالصُّبْح قد وافى ببشر معرس)
(وَالْفَجْر قد أخْفى النُّجُوم كَأَنَّهُ ... سيل يفِيض على حديقة نرجس)
قلت أَخذ اللَّفْظ وَالْمعْنَى من قَول حجاج الْكَامِل
(هذي المجرة والنجوم كَأَنَّهَا ... نهر تفتح فِيهِ رَوْضَة نرجس)
وَأما مُحَمَّد بن عَطِيَّة الْكَاتِب القيرواني فَقَالَ
(الْكَامِل وكنما الْفجْر المطل على الدجى ... ونجومه المتأخرات تقوضا)