طَالَتْ بهم شقة الْأَسْفَار ويحهم ... أغفوا وَمَا نطقوا من تَحت أرجام)
(أبلى محاسنهم مر الْجَدِيد بهم ... وَأبْعد الْعَهْد مِنْهُم بعد أَيَّام)
(فَلَا عداهم من الرحمان رَحمته ... فَهِيَ الرَّجَاء الَّذِي قدمت قدامي)
(وَكم رَجَوْت إلهي وَهُوَ أرْحم لي ... وَقل عِنْد رجائي قبح آثامي)
(فطال عمرك يَا مولَايَ فِي دعةٍ ... ودام سعدك فِي عز وإنعام)
)
(وَلَا خلت مصر يَوْمًا من سناك بهَا ... وَلَا نأى نورك الضاحي عَن الشَّام)
قلت وأنشدني الْعَلامَة شَيخنَا أثير الدّين أَبُو حَيَّان إجَازَة قَالَ أنشدنا الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَمام لنَفسِهِ من الطَّوِيل
(وَقَالُوا تَقول الشّعْر قلت أجيده ... وأنظمه كالدر راقت عقوده)
(وأبتدع الْمَعْنى البديع بصنعةٍ ... يحلى بهَا عطف الْكَلَام وجيده)
(ويحلو إِذا كررت بَيت قصيدةٍ ... وَفِي كل بيتٍ مِنْهُ يزهى قصيده)
(ولكنني مَا شمت بارق ديمةٍ ... وَلَا عارضٍ فِيهِ ندى أستفيده)
(فحسبي إلهٌ لَا عدمت نواله ... وكل نوالٍ يبتديه يُعِيدهُ)
وَأَخْبرنِي العلاّمة أثير الدّين أَبُو حَيَّان من لَفظه قَالَ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين فقيرٌ ظريف كثير الْبشر سمع الحَدِيث وروينا عَنهُ قدم علينا الْقَاهِرَة وَأقَام بهَا زَمَانا ثمَّ سَافر إِلَى دمشق وَتُوفِّي بهَا وأنشدنا لنَفسِهِ من الطَّوِيل
(وقالو صبا بعد المشيب تعللاً ... وَفِي الشيب مَا ينْهَى عَن اللَّهْو والصبى)
(نعم قد صبا لمّا رأى الظبي آنساً ... يمِيل كغصن البان يعطفه الصِّبَا)
(أدَار التفاتاً عاطل الْجيد حالياً ... وَفِي لحظه معنى بِهِ الصب قد صبا)
(ومزق أَثوَاب الدجى وَهُوَ طالعٌ ... وأطلع بَدْرًا بالجمال تحجبا)
(جرى حبّه فِي كل قلبٍ كَأَنَّمَا ... تصور من أَرْوَاحنَا وتركبا)
وأنشدنا لنَفسِهِ من الوافر
(أكاتبكم وَأعلم أَن قلبِي ... يذوب إِذا ذكرتكم حريقا)
(وأجفاني تسح الدمع سيلاً ... بِهِ أمسيت فِي دمعي غريقا)
(أشاهد من محاسنكم محياً ... يكَاد الْبَدْر يُشبههُ شقيقا)
...