وَمن شعر ابْن الدهان من الْكَامِل
(تردي الْكَتَائِب كتبه فَإِذا انبرت ... لم تدر أنفذ أسطراً أم عسكرا)
(لم يحسن الإتراب فَوق سطورها ... إِلَّا لِأَن الْجَيْش يعْقد عثيرا)
وَمِنْه من الْكَامِل
(يُضحي يجانبي مجانبة العدا ... ويبيت وَهُوَ إِلَى الصَّباح نديم)
(ويمر بِي يخشي الرَّقِيب فلفظه ... شتمٌ وغنج لحاظه تَسْلِيم)
وَمِنْه فِي غلامٍ لسعتة نحلةٌ فِي شفته من الرمل
(بِأبي من لسبته نحلةٌ ... آلمت أكْرم شيءٍ وَأجل)
(أثرت لِسَبْتِهَا فِي شفةٍ ... مَا يَرَاهَا الله إِلَّا للقبل)
(حسبت أَن بِفِيهِ بَيتهَا ... إِذا رَأَتْ ريقته مثل الْعَسَل)
وَمن شعر ابْن الدهان من الْبَسِيط
(كَأَن مقلته صادٌ وحاجبه ... نونٌ وَمَوْضِع تقبيلي لَهُ مِيم)
(فصرت أعشق مِنْهُ فِي الورى صنماً ... وعاشق الصَّنَم الْإِنْسِي محروم)
وَمِنْه أَيْضا من الْبَسِيط
(مولَايَ لابت فِي ضري وَلَا سهري ... وَلَا لقِيت الَّذِي ألْقى من الْفِكر)
(باتت لوعدك عَيْني وَهِي ساهرةٌ ... وَاللَّيْل حَيّ الدياجي ميت السحر)
(أود من قمري فِي الْأُفق غيبته ... وأرقب الشَّمْس من شوقي إِلَى الْقَمَر)
(هَذَا وَقد بت من وعدٍ على ثقةٍ ... فَكيف لَو بت من هجرٍ على خطرٍ)
وَمِنْه وَمن الْبَسِيط)
(سرى يصانع سرا من خلاخله ... إِذا مَشى ويداري عرف أكمام)
(وللحلى والشذا جنح الظلام بِهِ ... تَصْرِيح واشٍ وتعريضات نمامِ)
(فدله نَفسِي العالي ودلهه ... عَن مضجعي فرط إعلالي وأسقامي)
(وَلم يعدني من بعد النَّوَى فَيرى ... سوى هيامي الَّذِي خلى وتهيامي)
(سقى اللَّيَالِي الَّتِي كَانَ الْوِصَال بهَا ... أحلى من الغمض فِي أجفان نوام)
(بتنا وذيل الدجي مرخى على كرمٍ ... فِي خلوةٍ خلْوَة الأرجاء من ذام)
(وبيننا طيب عتبٍ لَو تسمعه ... قلت العتاب حَيَاة بَين أَقوام)
(وفاتر اللحظ لَو أَنِّي أبوح بِهِ ... إِذا لأوضحت عُذْري عِنْد لوامي)
(رمى وأغضى وَقد أصمي فَقلت لَهُ ... أعِدْ أعِدْ لاعدمت السهْم والرامي)
(أخافه حِين يَبْدُو أَن أكاشفه ... وجدي فأستر أوجاعي وآلامي)
(وأخدع النَّاس عَن حبي وأكتمهم ... جراح قلبِي لَوْلَا جفني الدامي)
(واهاً لوأن الَّذِي خلفت من زمني ... خَلْفي أشاهد شَيْئا مِنْهُ قدامي)
(عهدي بليلي قَصِيرا بالعراق فَمَا ... بالي أَبيت طَوِيل اللَّيْل بِالشَّام)
وَقَالَ من الطَّوِيل
(طوى دارها طي الْكتاب المنمنم ... وَمر على الأطلال غير مُسلم)
(يُخَادع إِمَّا عَن جوىً من تذكرٍ ... بهَا الركب أَو عَن عبرةٍ من توسم)
(وَكم وقفةٍ فِيهَا أقل مساعدي ... على الدمع إسعادي وَأكْثر لومي)