(كُنَّا تنحلنا البصائر مرّة ... وَإِلَيْك إِن عمي البصائر نرْجِع)
(إِن الَّذِي يعصيك منا بعْدهَا ... من دينه وحياته متودع)
(آني رضاك وَلَا أَعُود لمثلهَا ... وَأطِيع أَمرك مَا أمرت وأسمع)
(أعطي نصيحتي الْخَلِيفَة رَاجعا ... وخزامة الْأنف المقود فأتبع)
فَقَالَ عبد الْملك هَذَا لَا نقبله مِنْك إِلَّا بعد الْمعرفَة بك وبذ نبك فَإِذا عرفنَا الحوبة قبلنَا التَّوْبَة فَقَالَ
(وَلَقَد وطِئت بني سعيدٍ وَطْأَة ... وَابْن الزبير فعرشه متضعضع)
فَقَالَ عبد الْملك الْحَمد لله رب الْعَالمين فَقَالَ
(مَا زلت تضرب منكباً عَن منكبٍ ... تعلو ويسفل غَيْركُمْ مَا يرفع)
(ووطئتهم فِي الْحَرْب حَتَّى أَصْبحُوا ... حَدثا يكوس وغابراً يتفجع)
(فحوى خلافتهم وَلم يظلم بهَا ... القرم قرم بني قضي الْأَقْرَع)
(لَا يَسْتَوِي خاوي نجومٍ أفلٍ ... والبدر منبلجاً إِذا مَا يطلع)
(وضعت أُميَّة واسطين لقومهم ... وَوضعت وَسطهمْ فَنعم الْموضع)
(بيتٌ أَبُو العَاصِي بناه بربوةٍ ... عالي المشارف عزه مَا يدْفع)
فَقَالَ عبد الْملك إِن توريتك عَن نَفسك تريبني فَأَي الفسقة أَنْت وماذا تُرِيدُ فَقَالَ
(فانعش أصييبتي الألاء كَأَنَّهُمْ ... حجلٌ تدرج بالشربة جوع)
فَقَالَ عبد الْملك لَا نعشهم الله وأجاعهم فَقَالَ)
(مالٌ لَهُم مِمَّا يضن جمعته ... يَوْم القليب فحيز عَنْهُم أجمع)
فَقَالَ لَهُ عبد الْملك مالٌ أَخَذته من غير حلّه وأنفقته فِي غير حق وأرصدت بِهِ لمشاقة أَوْلِيَاء الله فَقَالَ
(أدنو لترحمني وتجبر فَاقَتِي ... وأراك تدفعني فَأَيْنَ المدفع)
فَتَبَسَّمَ عبد الْملك وَقَالَ إِلَى النَّار فَمن أَنْت قَالَ أَنا عبد الله بن الْحجَّاج الذبياني الثَّعْلَبِيّ وَقد دخلت دَارك وأكلت طَعَامك وأنشدتك فَإِن قتلتني بعد ذَلِك فَأَنت بِمَا عَلَيْك فِي هَذَا عَارِف وَعَاد إِلَى إنشاده فَقَالَ
(ضَاقَتْ ثِيَاب الملبسين وفضلهم ... عني فألبسني فثوبك أوسع)
فَشد عبد الْملك الرِّدَاء الَّذِي كَانَ على كتفه وَقَالَ إلبسه لَا لبست فالتحف بِهِ فَقَالَ لَهُ