عبد الله بن خازم أَمِير خُرَاسَان أحد الْأَبْطَال الْمَشْهُورين يُقَال لَهُ صُحْبَة وَلَا تصحح توفّي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ
الأعشي الشَّيْبَانِيّ عبد الله بن خَارِجَة بن حبيب من بني شَيبَان هُوَ الْأَعْشَى الشَّاعِر الْمَشْهُور شاعرٌ فصيحٌ من سَاكِني الْكُوفَة كَانَ شَدِيد التعصب لبني أُميَّة وَفد على عبد الْملك بن مَرْوَان فَقَالَ ماالذي بَقِي مِنْك فَقَالَ أَنا الَّذِي أَقُول من الطَّوِيل
(وَمَا أَنا فِي أَمْرِي وَلَا فِي خصومتي ... بمهتضمٍ حَقي وَلَا قارعٍ سني)
(وَلَا مُسلم مولَايَ عِنْد جنايةٍ ... وَلَا خَائِف مولَايَ من شَرّ مَا أجني)
(وَإِن فؤاداً بَين جَنْبي عالمٌ ... بِمَا أَبْصرت عَيْني وَمَا سَمِعت أُذُنِي)
(وفضلي بالشعر واللب أنني ... أَقُول على علمٍ وَأعرف من أكني)
(وأصبحت إِذْ فضلت مَرْوَان وَابْنه ... على النَّاس قد فضلت خير أبٍ وَابْن)
فَقَالَ عبد الْملك من يلومني على مثل هَذَا وَأمر لَهُ بِعشْرَة آلَاف دِرْهَم وَعشر تخوت من ثِيَاب وَعشر فَرَائض من الْإِبِل واقطعه ألف جريب وَقَالَ لَهُ إمض بهَا إِلَى زيد الْكَاتِب يكْتب لَك بهَا فَأتى زيدا فَقَالَ لَهُ إيتني غَدا فَأَتَاهُ فردده فَقَالَ لَهُ من الرجز
(يَا زيد يَا فدَاك كلّ كَاتب ... فِي النَّاس بَين حاضرٍ وغائب)
(هَل لَك فِي حق عَلَيْك وَاجِب ... فِي مثله يرغب كل رَاغِب)
(وَأَنت عف طيب المكاسب ... مبرأ من عيب كل عائب)
(وَلست إِن كلفتني بصاحبي ... طول غدو ورواحٍ دائب)
(وسدة الْبَاب وعنف الْحَاجِب ... من نعمةٍ أسديتها بخائب)
فَأَبْطَأَ عَلَيْهِ زيدٌ فَكلم سُفْيَان بن الْأَبْرَد فَكَلمهُ فَأَبْطَأَ عَلَيْهِ فَعَاد إِلَى سُفْيَان فَقَالَ لَهُ من الْبَسِيط