وكتبت إِلَيْهِ وَقد سَافر إِلَى بعلبك وَطول الْغَيْبَة فِيهَا من مجزوء الرجز
(قربك الْقلب الَّذِي ... أبعدته وقربك)
(يَا نازحاً عَن جلقٍ ... ونازلاً فِي بعلبك)
(لَك البلاغات الَّتِي ... أبدعت فِيهَا مذهبك)
(جرت جَرِيرًا فالتوى ... إِلَى النسيب وانسبك)
(وكل سطرٍ كالدجى ... وبرق مَعْنَاهُ احتبك)
(شوارد الْمَعْنى غَدَتْ ... ميماته لَهَا شَبكَ)
(أَشْكُو لَك الْبعد الَّذِي ... تطويله قد أعْجبك)
(ذواك فِي ليل المنى ... عَن ناظري وغيبك)
(فَاطلع علينا قمراً ... حَتَّى تنير غيهبك)
(أَنا خَلِيل صحبةٍ ... ودادها قد جلبك)
(حليك من فاخرٌ ... وسحره قد خلبك)
(جلتك أنوار المنى ... فِي خاطرٍ تطلبك)
(خلتك الْحسنى جلت ... لي فِي الْمَعَالِي شهبك)
(حلتك بِالْعلمِ الَّذِي ... بِهِ عَلَوْت رتبك)
(أَبُو جلنك لَو رأى ... كَمَا رَأينَا أدبك)
(حل بك الْمَعْنى الَّذِي ... جلّ بك الْحق التبك)
فَكتب الْجَواب إِلَيّ من مجزوء الرجز)
(أَمن عقارٍ انسبى ... أم من نضارٍ انسبك)
(أم من لآلٍ نظمت ... على عِذَارَيْ كالشبك)
(أم نفس الأحباب هَب ... موهناً فأطربك)
نسم فِي دمشق فاشتممته فِي بعلبك
(يحمل ذكراك لقد ... عطرت مِنْهُ مركبك)
(يَا حَاضرا فِي خاطرٍ ... محاضرٍ مَا غيبك)
وفاضلا ذهبك اللهذا لنا وهذبك