)
(زهر الْوُجُوه كَأَن الْبَدْر جر على ... حيطانها الْبيض من أنواره عذبا)
(وَالنّهر كالجوارق الْعين بهجته ... تهز مِنْهُ الصِّبَا هنديةً قضبا)
(ترَاهُ من فضةٍ حينا فَإِن طلعت ... عَلَيْهِ شمس الضُّحَى أبصرته ذَهَبا)
(صفا وراق فلولا أَنه نهرٌ ... أَمْسَى سَمَاء يرينا فِي الدجى شهبا)
(كَأَنَّمَا الجو مرآةٌ بِهِ صقلت ... زرقاء تحسب فِيهَا زهرها حببا)
(مَا رَوْضَة الْحزن حلى الْقطر لبتها ... ومدت الشَّمْس فِي حافتها طنبا)
(يَوْمًا بأبهج مرأىً مِنْهُ إِن رقصت ... حدائق الْحسن فِي أرجائه طَربا)
وَكتب إِلى أبي الرّبيع بن سَالم يطْلب مِنْهُ جُزْءا من نسب الْأَشْرَاف للبلاذري من الْكَامِل
(إبعث إِلَيّ أَبَا الرّبيع صحيفَة ... قد راق منظرها وطاب ثناها)
(مهما تصخ أسماعنا لحديثها ... فنفوسنا تصبو إِلى رؤياها)
(أضحت تحدث عَن أناسٍ أَصْبحُوا ... رمماً يذكرك الردى مثواها)
(أظفر يَدي مِنْهَا بعلقٍ مضنةٍ ... كمين مُوسَى أظفرت بعصاها)
(أَو كالقميص أَتَى النَّبِي مبشراً ... فأزاح عَن عين النَّبِي عماها)
فَأجَاب أَبُو الرّبيع بأبياتٍ مِنْهَا من الْكَامِل
(أهْدى إِلى النَّفس المشوق مناها ... وَأعَاد نَضرة أنسه وثناها)
(طرسٌ أَتَى وَالْمجد بعض حداته ... يحوي نَظَائِر فاقت الأشباها)
(حييّ بهَا ودي سلافاً مزةً ... طابت مذاقتها وطاب شذاها)
وَهِي أَبْيَات طَوِيلَة جَيِّدَة وَكَانَ أَبُو مُحَمَّد قد كتب قَوْله علق مضنة بِظَاء ثمَّ إِنَّه تذكر ذَلِك بعد إنفاذها فَكتب إِلى أبي الرّبيع ابْن سَالم من الْكَامِل
(قل للفقيه أبي الرّبيع وَقد جرى ... قلمي فَأصْبح بِالصَّوَابِ ضنينا)
(أبشر بِفَضْلِك ظاء كل مضنةٍ ... سَأَلته كفي فاستحال ظنينا)
فَكتب أَبُو الرّبيع جَوَابه من اكامل
(حسن بِإِخْوَان الصفاء ظنونا ... لَيْسَ الصجي على الصّديق ضنينا)
(مَا دَار فِي خلدي سوى غلطٍ جرى ... حاشاك تفلى بِالصَّوَابِ ضنينا)
(وَقد بشرْتُ مُشَال كل مضنةٍ ... لما أَتَت حَتَّى بشرت النونا)