(تتلو المبادي فِي الْأُمُور نهايةٌ ... والكون يُؤذن طبعه بِفساد)
(لهفي ولهفي لَا يجير من الردى ... لهفي على قمر العلى والنادي)
)
(أودى ابْن نوحٍ فالشريعة بعده ... تبْكي وتندب مِنْهُ ثَوَاب حداد)
(كم ذب عَنْهَا كم أَقَامَ لواءها ... فَردا وجلى من ظلام عناد)
(وَلم يلج أُذُنَيْهِ مؤلم نعيه ... لم يدر كَيفَ تصدع الأكباد)
ابْن الْوَاعِظ الْمَقْدِسِي عبد الله بن مُحَمَّد بن الصفي أبي الْمَعَالِي أَحْمد الْمَقْدِسِي عرف بِابْن الْوَاعِظ أَخْبرنِي العلاّمة أثير الدّين أَبُو حَيَّان من لَفظه قَالَ لَقيته بدمياط سنة ثمانٍ وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وأنشدنا لنَفسِهِ من الطَّوِيل
(سرت نسمةٌ مسكية الْعرف معطار ... لَهَا أرجٌ فِي طي مسراه أسرار)
(فلمنا بهَا حَتَّى الغصون كَأَنَّمَا ... شذاها سلاف الراح والنشر خمار)
(أَلا هَات عَن نجدٍ أَحَادِيث غربةٍ ... فِيمَا طيب مَا خبرٌ أفدت وأخبار)
(أهيل ودادي هَل عل أَيمن الْحمى ... أَرَاكُم وتقضى بالتواصل أوطار)
(وَهل تسعف الْأَيَّام تسمح بالمنى ... بِقرب مزازٍ أَو يُوَافق مِقْدَار)
(خليلي إِن الْقلب وَالنَّفس والهوى ... لعينيه أعوان عَليّ وأنصار)
قلت شعرٌ يُقَارب الْجَوْدَة وَلَو كَانَ لي فِيهِ حكمٌ لَقلت فيا حبذا خبرٌ أفدت وأخبار وَكَانَ يستريح من اللّحن وَمن قلق هَذَا التَّرْكِيب لِأَن مَا هُنَا زَائِدَة تَقْدِيره فيا طيب خبرٍ وأخبار أفدت وَالْمعْنَى عَلَيْهِ وَإِن كَانَت نكرَة مَوْصُولَة وَتَقْدِيره فيا طيب مَا أفدته خَبرا وأخباراً فَيتَعَيَّن النصب حينئذٍ على التَّمْيِيز
بليغ الدّين القسنطيني عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْغفار القسنطيني أَبُو مُحَمَّد النَّحْوِيّ الْعَرُوضِي نقلت من خطّ شهَاب الدّين القوصي فِي مُعْجَمه قَالَ أَنْشدني بليغ الدّين أَبُو مُحَمَّد عبد الله النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ الْعَرُوضِي رَحمَه الله لنَفسِهِ بِدِمَشْق بِالْمَدْرَسَةِ الريحانية فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَخَمْسمِائة لغزاً فِي الفرزدق وَجَرِير من الطَّوِيل
(رَأَيْت جَرِيرًا والفرزدق فَوْقه ... بخفيف منى لم يخْش عاراً وَلَا إِثْمًا)
(فألقيت فِي النَّار الفرزدق بَعْدَمَا ... لطمت محياه وَلم أقترف ظلما)
(وَلَوْلَا جريرٌ مَا ذكت نارنا لَهُ ... فَلَمَّا ذكت أضحى جريرٌ بهَا فحما)