(وَلَا تحفل إِذا كملت ذاتاً ... أصبت الْعِزّ أم حصل الهوان)
وأنشدني لنَفسِهِ أَيْضا الْكَامِل
(بخلت لواحظ من رَأينَا مُقبلا ... برموزها ورموزهن سَلام)
(فعذرت نرجس مقلتيه لِأَنَّهُ ... يخْشَى العذار فَإِنَّهُ نمام)
قلت أَخذه من الأول وَهُوَ أحسن وأكمل المديد
(لافتضاحي فِي عوارضه ... سَبَب وَالنَّاس نوام)
(كَيفَ يخفى مَا أكابده ... وَالَّذِي أهواه نمَّام)
وأنشدني لنَفسِهِ فِي حمَار وَحش السَّرِيع
(حمَار وَحش نقشه معجب ... فَلَا يضاهي حسنه فِي الملاح)
(قد غَدا فِي حسنه أوحداً ... تشاركا فِيهِ الدجى والصباح)
قلت فِيهِ إِضْمَار قبل الذّكر وَلَا يجوز إِلَّا على لُغَة من قَالَ أكلوني البراغيث وَأحسن من هَذَا قَول الْقَائِل فِي فَهد الْبَسِيط
(تنافس اللَّيْل فِيهِ وَالنَّهَار مَعًا ... فقمصاه بجلباب من الْمقل)
وأنشدني لنَفسِهِ أَيْضا وَقد ركب الْمُؤَيد فيلاً الْبَسِيط
(الله أولاك يَا دَاوُد مكرمَة ... ورتبةً مَا أَتَاهَا قبل سُلْطَان)
(ركبت فيلاً فظل الْفِيل ذَا رهجٍ ... مُسْتَبْشِرًا وَهُوَ بالسُّلطان فرحان)
(لَك الْإِلَه أذلَّ الْوَحْش أجمعه ... هَل أَنْت دَاوُد فِيهِ أم سُلَيْمَان)
وأنشدني لنَفسِهِ يهجو عدن الْكَامِل
(عدن إِذا رمت الْمقَام بربعها ... فَلَقَد أَقمت على لهيب الهاوية)
(بلد خلا عَن فَاضل وصدوره ... أعجاز نخل إِذْ ترَاهَا خاوية)
وأنشدني لنَفسِهِ مَا قَالَه وَقد زار جمال الدّين مُحَمَّد بن نباتة الشَّاعِر بِدِمَشْق فَرَأى فِي بَيته نملاً كثيرا الْبَسِيط
(مَا لي أرى منزل الْمولى الأديب بِهِ ... نمل تجمع فِي أرجائه زمرا)
)
(فَقَالَ لَا تعجبن من نمل منزله ... فالنمل من شَأْنهَا أَن تتبع الشعرا)
وأنشدني لنَفسِهِ أَيْضا الْبَسِيط
(لَا أعرف النّوم فِي حَالي جَفا ورضى ... كَأَن جفني مطبوع من السهد)
(فليلة الْوَصْل تمْضِي كلهَا سمراً ... وَلَيْلَة الهجر لَا أغفي من الكمد)