(يَقُول حذاراً لَا اغترار فطالما ... أَنَاخَ قَتِيل بِي وَمر سليب)
فَمَا أتم قَوْله حَتَّى لَاحَ لَهما قتام سَاطِع كَأَن السيوف فِيهِ برق لامع فَمَا تجلى إِلَّا وَعبد الْجَلِيل قَتِيل وَابْن خفاجة سليب فَكَأَنَّمَا كشف لَهُ فِيمَا قَالَ ستر الْغَيْب وَمن شعره يمدح الْمُعْتَمد الْبَسِيط)
(بيني وَبَين اللَّيَالِي همة جلل ... لَو نالها الْبَدْر لاستخزى لَهُ زحل)
(سراب كل يباب عِنْدهَا شنب ... وهول كل ظلام عِنْدهَا كحل)
(من أَيْن أبخس لَا فِي ساعدي قصر ... عَن المساعي وَلَا فِي مقولي خطل)
(ذَنبي إِلَى الدَّهْر إِن أبدي تعنته ... ذَنْب الحسام إِذا مَا أحجم البطل)
(يَا طَالب الوفر إِنِّي قُمْت أطلبها ... علياء تعيا بهَا الأسماع والمقل)
(لَا كَانَ للعيش فضل لَا أَجود بِهِ ... يَكْفِي المهند من أسلابه الْخلَل)
(لَكِن بخلت بِأَنْفَاسِ مهذبة ... تروي الْعُقُول وَهن الْجَمْر والشعل)
(وَإِن وصفت فكاليوم الَّذِي عرفت ... مِنْك الفرنجة فِيهِ كنه مَا جهلوا)
(وَقد دلفت إِلَيْهِم تَحت خافقة ... قلب الضَّلَالَة مِنْهَا خَائِف وَجل)
(فراعهم مِنْك وضاح الجبين وَعَن ... بشر الحسام يكون الْخَوْف والوهل)
(وَحين أسمعت مَا أسمعت من كلم ... تمثلت لَهُم الْأَعْرَاب وَالْحلَل)
(وَكلما نفحت ريح الْهدى خمدت ... دِمَاؤُهُمْ وسيوف الْهِنْد تشتعل)
(أشباه مَا اعتقلوه من ذوائبهم ... فالحرب جاهلة من مِنْهُم الأسل)
(لَوْلَا اعتراضك سرا بَين أَعينهم ... لَكَانَ يفرق مِنْهَا السهل والجبل)
(أنسيتها النّظر الشزر الَّذِي عهِدت ... فَكل عين بهَا من دهشة قبل)
(تنزلوا آل عباد فربتما ... لم يدْرك الْوَصْف مَا تأتون والمثل)
(إِذا أسرتم فَمَا فِي أسركم قنط ... وَإِن عفوتم فَمَا فِي عفوكم خلل)
(يقبل الغل مرتاحاً أسيركم ... فَهُوَ البشير لَهُ أَن تسحب الْحلَل)
(جَيش فوارسه بيض كأنصلة ... وخيله كالقنا عسالة ذبل)
وَمن شعر عبد الْجَلِيل الْكَامِل
(ناهضتهم والبارقات كَأَنَّهَا ... شعل على أَيْديهم تتلهب)
(ووقفت مشكور الْمَكَان كريمه ... وَالْبيض تطفو فِي الْغُبَار وترسب)
(مَا إِن ترى إِلَّا توقد كَوْكَب ... من قونس قد غَابَ فِيهِ كَوْكَب)
(فمجدل ومزمل وموسد ... ومضرج ومضمخ ومخضب)
(سلبوا وأشرقت الدِّمَاء عَلَيْهِم ... محمرة فكأنهم لم يسلبوا)
)
(وَلَو أَنهم ركبُوا الْكَوَاكِب لم يكن ... لمجدهم من حد بأسك مهرب)
وَمِنْه الطَّوِيل
(قتلت بني الْأَيَّام خَبرا فباطني ... مشيب وَمَا يَبْدُو عَليّ شباب)
(وَلما رَأَيْت الزُّور فِي النَّاس فاشياً ... تحيل لي أَن الشَّبَاب خضاب)
وَمِنْه الْكَامِل
(للدهر عِنْدِي فِي جنابك لَيْلَة ... وضاحة الأقطار والجنبات)
(لَو أَنَّهَا يَوْم الْحساب صحيفَة ... فِي راحتي لضقت بِالْحَسَنَاتِ)
وَمِنْه المتقارب
(بِنَفس وَإِن كنت لَا نفس لي ... فقد سلبتها لحاظ الْمقل)
(عذار وخد كَمَا يحتوي ... سَواد الْقُلُوب بَيَاض الأمل)
وَمِنْه قَوْله أَيْضا فِي مغنية لابسة حليا الْبَسِيط
(إِنِّي لأسْمع شدوا لَا أحققه ... وَرُبمَا كذبت فِي سَمعهَا الْأذن)
(مَتى رأى أحد قبلي مطوقة ... إِذا تغنت بلحن جاوب الفنن)
وَمِنْه الطَّوِيل
(يعز على العلياء أَنِّي خامل ... وَأَن أَبْصرت مني خمود شهَاب)
(وَحَيْثُ ترى زند النجابة وارباً ... فثم ترى زند السَّعَادَة كابي)
وَمِنْه الْكَامِل
(زَعَمُوا الغزال حَكَاهُ قلت لَهُم نعم ... فِي صده عَن عاشقيه وهجره)
(قَالُوا الْهلَال شبيهه فأجبتهم ... إِن كَانَ قيس إِلَى قلامة ظفره)
(وَكَذَا يَقُولُونَ المدام كريقه ... يَا رب لَا علمُوا مذاقة ثغره)
وَمِنْه السَّرِيع