(وبركة تزهى بنيلوفر ... نسيمه يشبه ريح الحبيب)
(حَتَّى إِذا اللَّيْل دنا وقته ... ومالت الشَّمْس لحين الْغُرُوب)
(أطبق جفنيه على إلفه ... وغاص فِي المَاء حذار الرَّقِيب)
وَأنْشد الْمُعْتَمد يَوْمًا قَول أبي الطّيب الطَّوِيل)
(إِذا ظَفرت مِنْك الْعُيُون بنظرة ... أثاب بهَا معيي الْمطِي ورازمه)
فَجعل يردده اسْتِحْسَانًا لَهُ فَقَالَ عبد الْجَلِيل بديهاً الطَّوِيل
(لَئِن جاد شعر ابْن الْحُسَيْن فَإِنَّمَا ... تجيد العطايا واللهى تفتح اللها)
(تنبأ عجبا بالقريض وَلَو درى ... بأنك تروي شعره لتألها)
فَأمر لَهُ بِمِائَتي دِينَار
وَأرْسلت البزاة يَوْمًا بَين يَدَيْهِ واستحث الشُّعَرَاء فِي وصفهَا فَقَالَ عبد الْجَلِيل الْكَامِل
(للصَّيْد قبلك سنة مأثورة ... لَكِنَّهَا بك أعجب الْأَشْيَاء)
(تمْضِي البزاة وَكلما أمضيتها ... عارضتها بخواطر الشُّعَرَاء)
وَجلسَ الْمُعْتَمد يَوْمًا وَبَين يَدَيْهِ جَارِيَة تسقيه فخطف الْبَرْق فارتاعت فَقَالَ السَّرِيع
(روعها الْبَرْق وَفِي كفها ... برق من القهوة لماع)
(عجبت مِنْهَا وَهِي شمس الضُّحَى ... كَيفَ من الْأَنْوَار ترتاع)
ثمَّ أنْشد الأول لعبد الْجَلِيل واستجازه فَقَالَ السَّرِيع
(وَلنْ ترى أعجب من آنس ... من مثل مَا يمسك يرتاع)
وَمن شعر عبد الْجَلِيل الوافر
(غزال يستطاب الْمَوْت فِيهِ ... ويعذب فِي محاسنه الْعَذَاب)
(يقبله اللثام هوى وشوقاً ... ويجني ورد خديه النقاب)
وَمِنْه الطَّوِيل
(سقى فسقى الله الزَّمَان من أَجله ... بكأسين من لميائه وعقاره)
(وَحيا فَحَيَّا الله دهراً أَتَى بِهِ ... بأطيب من ريحانه وعراره)
وَلما ركب الْمُعْتَمد الْبَحْر قَالَ ابْن وهبون الْبَسِيط
(أحَاط جودك بالدنيا فَلَيْسَ لَهُ ... إِلَّا الْمُحِيط مِثَال حِين يعْتَبر)