وَابْن أخي الْأَصْمَعِي وروى عَنهُ السيرافي وَابْن شَاذان وأبوالفرج صَاحب الأغاني وَأَبُو عبيد الله المرزباني عَاشَ بضعا وَتِسْعين سنة مولده سنة ثلث وَعشْرين وماتين وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَثلث ماية قَالَ يُوسُف بن الْأَزْرَق مَا رَأَيْت احفظ من ابْن دُرَيْد مَا رَأَيْته قرئَ عَلَيْهِ ديوَان قطّ إِلَّا وَهُوَ يسابق إِلَى رِوَايَته لحفظه لَهُ وَقَالَ أَبُو حَفْص ابْن شاهين كُنَّا ندخل على ابْن دُرَيْد فنستحي مِمَّا نرى من العيدان الْمُعَلقَة وَالشرَاب وَقد جَاوز التسعين وَله كتاب الجمهرة فِي اللُّغَة كتاب جيد والأمالي واشتقاق الْأَسْمَاء للقبايل والمجتبي وَهُوَ صَغِير قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين سمعناه بعلو وَالْخَيْل وَالسِّلَاح وغرايب الْقُرْآن وَلم يتم وأدب الْكَاتِب وَفعلت وافعلت والمطر والرواد والاشتقاق والسرج واللجام وَالْخَيْل الْكَبِير وَالصَّغِير)
والأنواء والملاحن وزوار الْعَرَب والوشاح وَهُوَ صَغِير قَالَ الْخَطِيب عَن أبي بكر الْأَسدي كَانَ يقاهو اعْلَم الشُّعَرَاء واشعر الْعلمَاء قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ تكلمُوا فِيهِ قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَقع لنا من عواليه فِي أمالي الْوَزير ومقصورته مَشْهُورَة وعارضها جمَاعَة واعتنى بشرحها جمَاعَة من الْمُتَقَدِّمين والمتأخرين وَآخر من عَلمته شرحها الشَّيْخ شمس الدّين الضايع شرحها فِي مِقْدَار يدْخل فِي ثلثة أسفار كبار وَهِي عِنْدِي ومدح بالمقصورة الشاه بن ميكال الْأَمِير يُقَال أَنه أَتَى فِيهَا بِأَكْثَرَ اللُّغَة وَكَانَ ابْنا ميكال على عمالة فَارس وصنف لَهما الجمهرة وقلداه ديوَان فَارس فتصدر كتب فَارس عَنهُ وَلَا ينفذ أَمر إِلَّا بعد توقيعه فَأفَاد مَعَهُمَا أَمْوَالًا كَثِيرَة وَكَانَ مُفِيد مبيدا لَا يمسك درهما سخاء وكرماً وَلما مدحهما بالمقصورة وصلاه بِعشْرَة آلَاف دِرْهَم فَلَمَّا عزلا وصل إِلَى بَغْدَاد وَنزل على على بن مُحَمَّد الخواري فأفضل عَلَيْهِ وَعرف بِهِ المقتدر فَأجرى عَلَيْهِ فِي الشَّهْر خمسين دِينَارا إِلَى أَن مَاتَ وَعرض لَهُ آخر عمره فالج سقى الديارق فبرئ وَرجع إِلَى أفضل أَحْوَاله وأملايه على تلامذته ثمَّ عاوده الفالج وَبَطل من محزمه إِلَى قَدَمَيْهِ وَكَانَ إِذا دخل أحد عَلَيْهِ ضج وتألم لدُخُوله وَلم يصل إِلَيْهِ قَالَ تِلْمِيذه أَبُو عَليّ القالي فَكنت أَقُول فِي نَفسِي أَن الله عز وَجل عاقبه بقوله فِي الْمَقْصُورَة
(مارست من لَو هوت الأفلاك من ... جَوَانِب الجو عَلَيْهِ مَا شكا)
وعاش بعد ذَلِك عَاميْنِ وَقَالَ لي مرّة وَقد سَأَلته عَن بَيت شعر لَئِن طفئت شحمتا عَيْني لم تَجِد من يشفيك من الْعلم وَكَذَلِكَ قَالَ لي أَبُو حَاتِم السجسْتانِي وَقد سالته عَن شىء فَقَالَ لي قَالَ كَذَلِك الْأَصْمَعِي وَقد سَأَلته عَن شىء قَالَ أَبُو عَليّ وَآخر شىء سَأَلته عَنهُ جاونبي بَان قَالَ يَا بني حَال الجريص دون القريض قلت الجريض غصص الْمَوْت وَهُوَ مثل مَشْهُور وَله حِكَايَة وَكَانَ كثيرا مَا ينشد فِي ضعفه
(فوا حزنا أَن لَا حَيَاة لذيذة ... وَلَا عمل يرضى بِهِ الله صَالح)
وَحكى عَنهُ المرزباني قَالَ قَالَ لي ابْن دُرَيْد سَقَطت من منزلي بِفَارِس فَانْكَسَرت ترقوتي
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute