(وصرعة بَين إبريق وباطية ... ونعرة بَين مزمار وطنبور)
(يَا رب يَوْم على القاطول جاذبني ... صبح الزجاجة فِيهِ فضلَة النُّور)
(صدعت طرته وَالشَّمْس قَاصِرَة ... فِي يلمق من ضباب الدجن مزرور)
(كَأَن مَا انحل من هداب مزنته ... دمع تساقط من أجفان مهجور)
(فَمن رشاش على الريحان مقتحم ... وَمن رذاذ على المنشور منثور)
(أجلت سحابته عَن فتية درجوا ... فِي ملعب من جناب الْعَيْش معمور)
(نَامُوا فنبههم قَول السقاة لَهُم ... هبوا فقد صفرت فصح الزرازير)
(فَهَب كل كسير الطّرف منخزل ... يطوي معاطفه طي الطوامير)
)
(يسْعَى إِلَيْهِ بهَا هيف القنا هضم ... عض المآزر من خور المقاصير)
(مزنرات على لف معاقدها ... تكَاد تنْبت من تَحت الزنانير)
(فَمن قدود كأطراف القنا قصف ... وَمن خصور كأوساط الزنانير)
(فَفِي المروط غصون فِي نقا دمث ... وَفِي الْجُيُوب وُجُوه كالدنانير)
تجميشنا مثل حسو الطير مختلس خوفًا وتقبيلنا نقر العصافير
(تحكي أباريقنا طيراً على خلج ... عوجا حلا قيمها حمر المناقير)
(فَلَو رَأَيْت كؤوس الراح دَائِرَة ... فِي كف كل طليق الْبشر مسرور)
(صهباء يرعشها طوراً وترعشه ... كَأَنَّهَا قبس فِي كف مقرور)
(وَلَو تهزجت الأوتار باغمة ... لَقلت للْأَرْض من طيب الْغِنَا سيري)
وَمِنْه الْكَامِل
(شفق يحف بِهِ الظلام فشمسه ... كالخد سَالَ عَلَيْهِ خطّ عذار)
(وَاللَّيْل فِي بدد الرذاذ كَأَنَّهُ ... كحل يكاثر صوب دمع جَار)
(حَتَّى تجاذبت الصِّبَا هدابه ... وذكا ذبال الْكَوْكَب الغرار)
(وافتر عَن فجر كَأَن نجومه ... شرر يطيش على لِسَان النَّار)
(وَكَأن حوذان الأنيعم سحرة ... نشز أناف عَلَيْهِ سرب صوار)
وَمِنْه الوافر
(وهات الكأس أرعشها مزاجاً ... إِذا دارت وترعشني خمارا)
(إِذا انعطفت يَد الساقي عَلَيْهَا ... حسبت عَلَيْهِ من ورس صدارا)