(مَا بَيْننَا يَوْم الفخار تفَاوت ... أبدا كِلَانَا فِي السِّيَادَة معرق)
(إِلَّا الْخلَافَة ميزتك فأنني ... أَنا عاطل مِنْهَا وَأَنت مطوق)
فَيُقَال أَن الْخَلِيفَة لما بلغته الأبيات قَالَ على رغم أنف الرضى وَيُقَال أَنه كَانَ يَوْمًا جَالِسا بَين يَدَيْهِ فَأخذ يعبث بذقنه ويرفعها إِلَى أَنفه فَقَالَ لَهُ الْخَلِيفَة كَأَنَّك تشم فِيهَا رايحة الْخلَافَة فَقَالَ لَا وَالله رايحة النُّبُوَّة وَهَذَا أَنا استبعد وُقُوع مثله بَين يَدي الْخَلِيفَة وَمن شعره قَوْله
(يَا لَيْلَة السفح إِلَّا عدت ثَانِيَة ... سقى زَمَانك هطال من الديم)
(مَاض من الْعَيْش لَو يفدى بذلت لَهُ ... كرايم المَال من خيل وَمن نعم)
(بتنا ضجيعين فِي ثوبي تقى ونقا ... فضمنا الشوق من قرع إِلَى قدم)
(وَبَات بارق ذَاك الثغر يُوضح لي ... مواقع اللثم فِي داج من الظُّلم)
(وامست الرّيح كالغيري تجاذبنا ... على الْكَثِيب فضول اريط واللمم)
(واكتم الصُّبْح عَنْهَا وَهِي نايمة ... حَتَّى تكلم عُصْفُور على علم)
(فَقُمْت انفض بردا مَا تعلقه ... غير العفاف وَغير الرعى للذمم)
وَمِنْه قَوْله أَيْضا
(يَا صَاحب الْقلب الصَّحِيح أما اشتفى ... يَوْم النَّوَى من قلبِي المصدوع)
(أأسأت بالمشتاق حِين ملكته ... وجزيت فرط نزاعه بنزوع)
(هَيْهَات لَا تتكلفن لي الْهوى ... فَضَح التطبع شِيمَة المطبوع)
(وتركتني طمآن اشرب ادمعي ... اسفاً على ذَاك اللمى الْمَمْنُوع)
(قلبِي وطرفي مِنْك هَذَا فِي حمى ... قيظ وَهَذَا فِي رياض ربيع)
(ابكى ويبسم والدجى وَمَا بَيْننَا ... حَتَّى استضاء بثغره ودموعي)
(قمر إِذا استجليته بعتابه ... لبس الْغُرُوب فَلم يعد لطلوع)
(ابغى الْوِصَال بشافع من غَيره ... شَرّ الْهوى مَا رمته بشفيع)
(مَا كَانَ إِلَّا قبْلَة التَّسْلِيم ار ... دفها الْفِرَاق بضمة التوديع)
(وتبيت رَيَّان الجفون من الْكرَى ... وابيت مِنْك بليلة الملسوع)
(قد كنت اجزيك الصدود بِمثلِهِ ... لَو أَن قَلْبك كَانَ بَين ضلوعي)
)
وَمِنْه قَوْله أَيْضا
(عارضاً بِي ركب الْحجاز اسايل ... هـ مَتى عَهده بأيام جمع)