(واستملا حَدِيث من سكن الخي ... ف وَلَا تكتباه إِلَّا بدمعي)
وَمِنْه قَوْله
(أَيهَا الرايح الْمجد تحمل ... حَاجَة للمتيم المشتاق)
(اقرعني السَّلَام أهل الْمصلى ... فبلاغ السَّلَام بعض التلاقي)
(وَإِذا مَا وصلت للخيف فاشهد ... أَن قلبِي إِلَيْهِ بالأشواق)
(ضَاعَ قلبِي فأنشده لي بَين جمع ... ومني عِنْد بعض تِلْكَ الحداق)
(وابك عني فطالما كنت من قب ... ل اعير الدُّمُوع للعشاق)
وَقَوله أَيْضا
(يَا خليلي من ذؤابة قيس ... فِي التصابي مَكَارِم الْأَخْلَاق)
(عللاني بذكرهم واسقياني ... وامزجالي دمعي بكأس دهاق)
(وحذا النّوم من جفوني فَإِنِّي ... قد خلعت الْكرَى على العشاق)
قيل أَن الْمُطَرز لما وقف عَلَيْهَا قَالَ رحم الله الشريف الرضى وهب مَا لَا يملك على من لَا يقبل فبلغني أَن الشَّيْخ صدر الدّين ابْن الْوَكِيل رَحمَه الله لما سمع ذَلِك قَالَ وَالله قَول الْمُطَرز عِنْدِي احسن من قَول الشريف الرضى وَقَوله فِي القصيدة الكافية أَولهَا
(يَا ظَبْيَة البان ترعى فِي خمايله ... لِيَهنك الْيَوْم أَن الْقلب مرعاك)
سَمِعت القَاضِي شهَاب الدّين مَحْمُودًا رَحمَه الله تَعَالَى يَقُول الله يرْزق المليحة بخت الوحشة مَا من شَاعِر إِلَّا وَقد عَارض هَذِه القصيدة وَلَيْسَ لَهُ ديباجتها أَو كَمَا قَالَ ومحاسن شعره كَثِيرَة إِلَى الْغَايَة وَكَانَت وِلَادَته سنة تسع وَخمسين وَتُوفِّي بكرَة الْخَمِيس سادس الْمحرم وَقيل صفر سنة سِتّ وَأَرْبع ماية وَتُوفِّي وَالِده سنة أَربع ماية وَقيل سنة ثلث وَأَرْبع ماية وَلما توفّي الشريف الرضى حضر الْوَزير فَخر الْملك وَجَمِيع الْأَشْرَاف والقضاة وَالشُّهُود والأعيان وَدفن فِي دَاره بالكرخ وَمضى أَخُوهُ الشريف المرتضى إِلَى مشْهد مُوسَى بن جَعْفَر لِأَنَّهُ لم يسْتَطع أَن ينظرإلى تابوته وَصلى عَلَيْهِ الْوَزير مَعَ جمَاعَة امهم أَبُو عبد الله ابْن المهلوس الْعلوِي ثمَّ دخل النَّاس أَفْوَاجًا فصلوا عَلَيْهِ وَركب الْوَزير آخر النَّهَار إِلَى المشهد بمقابر قُرَيْش فعزى)
المرتضى والزمه الْعود إِلَى دَاره ورثاه المرتضى بمراث كَثِيرَة مِنْهَا قَوْله
(يَا للرِّجَال لفجعة خدمت يَدي ... ووددتها ذهبت على برأسي)
(مَا زلت آبي وردهَا حَتَّى أَتَت ... فحسوتها فِي بعض مَا أَنا حاس)
(ومطلتها زَمنا فَلَمَّا صممت ... لم يثنها مطلى وَطول مكاسي)