للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(لَا تنكرا من فيض دمعي عِبْرَة ... فالدمع خير مساعد ومواسى)

وَمن ورع الرضى أَنه اشْترى جزازا من امْرَأَة بِخَمْسَة دَرَاهِم فَوجدَ فِيهِ جُزْءا بِخَط ابْن مقلة فَأرْسل إِلَيْهَا وَقَالَ وجدت فِي جزازك هَذَا وَقِيمَته خَمْسَة دَنَانِير فَإِن شِئْت الْجُزْء وَأَن شِئْت خَمْسَة دَنَانِير فابت وَقَالَت ابعتك مَا فِي الجزاز فَلم يزل بهَا حَتَّى أخذت الذَّهَب وَقَالَ الخالع مدحت الرضى بقصيدة فَبعث إِلَى بِتِسْعَة وَأَرْبَعين ردهما فَقلت لَا شكّ أَن الأديب خانني ثمَّ أَنِّي اجتزت بسوق الْعَرُوس فَرَأَيْت رجلا يَقُول لآخر اتشتري هَذَا الصحن فَإِنَّهُ أخرج من دَار الرضى أبيع بِتِسْعَة وَأَرْبَعين درهما وَهُوَ يُسَاوِي خَمْسَة دَنَانِير فَعلمت أَنه كَانَ وقته مضيقاً فاباع الصحن وأنفذ ثمنه إِلَى ومحاسنه كَثِيرَة وَلما توفّي الشريف الرضى قَالَ الْوَزير المغربي يرثيه بقصيدة أَولهَا رزء اغار بِهِ النعى وأنجدا مِنْهَا

(اذكرتنا يَا ابْن النَّبِي مُحَمَّد ... يَوْمًا طوى عني أَبَاك مُحَمَّدًا)

(وَلَقَد عرفت الدَّهْر قبلك سالياً ... إِلَّا عَلَيْك فَمَا أطَاق تجلدا)

(مَا زلت نصل الدَّهْر يَأْكُل غمده ... حَتَّى رَأَيْتُك فِي حشاه مغمدا)

ابْن نجدة مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد الطَّبَرِيّ النَّحْوِيّ يعرف بِابْن نجدة مَشْهُور فِي أهل الْأَدَب لَهُ خطّ مَرْغُوب فِيهِ

الْيُمْنَى المغربي النَّحْوِيّ مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عمر الْيُمْنَى أَبُو عبد الله النَّحْوِيّ الأديب كَانَ مُقيما بِمصْر وَتُوفِّي فِيمَا ذكره أَبُو اسحق الحبال فِي سنة أَربع ماية وَله تصانيف مِنْهَا أَخْبَار النَّحْوِيين مضاهاة أَمْثَال كليلة ودمنة من أشعار الْعَرَب وَكتب إِلَيْهِ أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن أبي الْجُوع عِنْد قدومه من الْمغرب قصيدة طَوِيلَة أَولهَا

(خففت إِلَى عتابي بالهجاء ... وحلت عَن الْمَوَدَّة والصفاء)

)

(وَكم لَك من طريقي حدت عَنهُ ... وقارعة الطَّرِيق على اسْتِوَاء)

(وَلَو أَنا تناصفنا لَكنا ... نجومك حِين تطلع من سماءي)

(لِأَنِّي استشفك عَن ضمير ... كَمثل النَّار ملتهب الذكاء)

فَكتب إِلَيْهِ الْجَواب

(هديت وَمَا عرفتك بالهذاء ... واعلنت العويل مَعَ العواء)

<<  <  ج: ص:  >  >>