وأنشدني لنَفسِهِ أَيْضا الْبَسِيط
(يقبل الأَرْض عبد تَحت ظلكم ... عَلَيْكُم بعد فضل الله يعْتَمد)
(مَا دَار مية من أَسْنَى مطالبه ... يَوْمًا وَأَنْتُم لَهُ العلياء فَالسَّنَد)
وأنشدني لنَفسِهِ أَيْضا الْكَامِل
(وأغر تبري الإهاب مورد ... سبط الْأَدِيم محجل ببياض)
(أخْشَى عَلَيْهِ بِأَن يصاب بأسهم ... مِمَّا يسابقني إِلَى الْأَغْرَاض)
وأنشدني لنَفسِهِ أَيْضا وَهُوَ غَرِيب الْبَسِيط
(وأدهم يقق التحجيل ذِي مرح ... يميس من عجبه كالشارب الثمل)
(مُضْمر مشرف الْأُذُنَيْنِ تحسبه ... موكلاً باستراق السّمع عَن زحل)
(ركبت مِنْهُ مطا ليل تسير بِهِ ... كواكب تلْحق الْمَحْمُول بِالْحملِ)
(إِذا رميت سهامي فَوق صهوته ... مرت بهاديه وانحطت عَن الكفل)
قلت وَلم يطلّ مجْلِس اجتماعنا بِالْبَابِ وبزاعة لِأَنَّهُ قصد الْأَمِير سيف الدّين تنكز نَائِب الشَّام رَحمَه الله وَهُوَ نَازل عَلَيْهَا يتصيد وَكَانَ صفي الدّين قد سرقت لَهُ عملة وبلغه فِي ماردين أَن اللص من أهل صيدنايا وسال كِتَابه إِلَى وَالِي الْبر بِدِمَشْق بإمساكه وَقَوله كالقوس تصمى إِشَارَة إِلَى قَول ابْن الرُّومِي الْبَسِيط
(نشكي الْمُحب وتشكو وَهِي ظالمة ... كالقوس تصمى الرمايا وَهِي مريان)
)
وَقَوله وَإِذا الذئاب استنعجت الْبَيْت يُرِيد بِهِ قَول الْقَائِل الْكَامِل
(وَإِذا الذئاب استنعجت لَك مرّة ... فحذار مِنْهَا أَن تعود ذئابا)
(والذئاب أَخبث مَا يكون إِذا اكتسى ... من جلد أَوْلَاد النعاج ذئابا)
وَقد أنْفق غَالب مدائحه فِي مُلُوك ماردين بني أرتق وَكَانَ يتَرَدَّد إِلَى حماة ويمدح ملكهَا الْمُؤَيد وَالْأَفْضَل وَلَده وَكَانَا يعظمانه وَهُوَ من الشجعان الْأَبْطَال قتل خَاله فَأدْرك ثَأْره وَفِيه آثَار الْجراحَة وأنشدني لنَفسِهِ إجَازَة يفتخر الطَّوِيل
(سوابقنا وَالنَّقْع والسمر والظبى ... وأحسابنا والحلم والبأس وَالْبر)
(هبوب الصِّبَا وَاللَّيْل والبرق والقضا ... وشمس الضُّحَى والطود وَالنَّار وَالْبَحْر)
وأنشدني إجَازَة وَفِيه استخدامان الطَّوِيل
(لَئِن لم أبرقع بالحيا وَجه عفتي ... فَلَا أشبهته راحتي فِي التكرم)
(وَلَا كنت مِمَّن يكسر الجفن فِي الوغى ... إِذا أَنا لم أغضضه عَن رَأْي محرم)