(بشامخ الْأنف قوام على قدم ... يشكو الصبابة عَن أنفاس مهجور)
(شدت بِصَحِيفَة فِي الْعَضُد ألسنه ... فَزَاد نطقاً بسر فِيهِ مَحْصُور)
(إِذا تأبطه الشادي وأذكره ... عصر الشَّاب بأطراف الأظافير)
(شكت إِلَى الصحب أحشاه وأضلعه ... قرض المقاريض أَو نشر المناشير)
(بَينا ترى خَدّه من فَوق سالفة ... كمن يشاوره فِي حسن تَدْبِير)
)
(ترَاهُ يزعجه عنفاً ويوجعه ... بِضَرْب أوتاره عَن حقد موتور)
(والراقصات وَقد مَالَتْ ذوائبها ... على خصور كأوساط الزنابير)
(رَأَيْت أمواج أرداف إِذا التطمت ... فِي لج بَحر بِمَاء الْحسن مسحور)
(كَأَن فِي الشيز أيديها إِذا ضربت ... صبح تقلقل فِيهِ قلب ديجور)
(ترعى الضروب بأيديها وأرجلها ... وَتحفظ الأَصْل من نقص وتغيير)
(وتعرب الرقص من لحن فتلحقه ... مَا يلْحق النَّحْو من حذف وَتَقْدِير)
(وحامل الكأس ساجي الطّرف ذُو هيف ... صاحي اللواحظ يثني عطف مخمور)
(كَأَنَّمَا صاغه الرَّحْمَن تذكرة ... لمن يشكك فِي الْولدَان ولحور)
(تظلمت وجنتاه وَهِي ظالمة ... وطرفه سَاحر فِي زِيّ مسحور)
(يُدِير رَاحا يشب المَاء جذوتها ... فَلَا يزِيد لظاها غير تسعير)
(نَارا بَدَت لكليم الوجد آنسها ... من جَانب الكأس لَا من جَانب الطّور)
(كَأَنَّهَا وضياء الكأس يحجبها ... روح من المَاء فِي جسم من النُّور)
(تشعشعت فِي يَد السَّاقَيْن وانقدت ... بهَا زجاجاتها من لطف تَأْثِير)
(وللأباريق عِنْد المزج لجلجة ... كنطق مرتبك الْأَلْفَاظ مذعور)
(كَأَنَّهَا وَهِي فِي الأكواب ساكبة ... طير تزق فراخاً بالمناقير)
(أمست تحاول منا ثأر والدها ... ودوسه تَحت أَقْدَام المعاصير)
(فحين لم يبْق عقل غير معتقل ... من الْعقار ولب غير معقور)
(أجلت فِي الصحب أجفاني فكم نظرت ... ليثاً تعفره ألحاظ يَعْفُور)
(من كل عين عَلَيْهَا مثل ثَالِثهَا ... مَكْسُورَة ذَات فتك غير مكسور)
(أَقُول والكأس قد أبدت فواقعها ... والراح تنفث مِنْهَا نفث مصدور)
(أَسَأْت يَا مازج الكاسات حليتها ... وَهل يطوق ياقوت ببلور)