(وبشرت بوفاة اللَّيْل ساجعة ... كَأَنَّهَا فِي غَدِير الصُّبْح قد سبحت)
(مخضوبة الْكَفّ مَا تنفك نائحة ... كَأَن أفراخها فِي كفها ذبحت)
(وظبية من ظباء التّرْك كالية ... لَكِنَّهَا فِي رياض الْقلب قد سرحت)
)
(إِن جال مَاء الحيا فِي خدها خجلت ... وَإِن تردد فِي أجفانها انقحت)
(قست على صبها قلباً ووجنتها ... لَو مر تقبيلها بالوهم لانجرحت)
(سَأَلتهَا قبْلَة وَالْوَقْت منفسح ... لنا فَمَا رخصت فِيهَا وَلَا فسحت)
(وخلت أعطافها بالْعَطْف تمنحني ... فَمَا نحت ذَلِك المنحا وَلَا منحت)
(كم قد عصيت اللواحي فِي إطاعتها ... وَإِن ألحت على عذلي بهَا ولحت)
(من لَيْسَ يخْشَى اسود الغاب إِن زارت ... فيكف يخْشَى كلاب الْحَيّ إِن نبحت)
(مَا أَن أَخَاف من الْأَيَّام فادحة ... إِذا يَد الدَّهْر فِي أبنائه فدحت)
(وَكَيف تفْسد كف الدَّهْر حَال فَتى ... أُمُوره بالمليك النَّاصِر انصحلت)
وأنشدني لَهُ إجَازَة الْكَامِل
(لما رَأَتْ عَيْنَاك أَنِّي كَالَّذي ... أبدو فينقصني السقام الزَّائِد)
(وافيتني ووفيت لي بمكارم ... فنداك لي صلَة وَأَنت الْعَائِد)
وأنشدني لَهُ إجَازَة مجزوء الْكَامِل وَلَقَد ذكرت الْقرب مِنْك وَطيب أَيَّام الْوِصَال
(فطفقت اصفق راحتي ... وَعند صفقها مقالي)
كَيفَ السَّبِيل إِلَى سعاد ودونها قلل الْجبَال وأنشدني لَهُ إجَازَة الطَّوِيل
(وعود بِهِ عَاد السرُور لِأَنَّهُ ... حوى اللَّهْو قدماً وَهُوَ رَيَّان ناعم)
(يغرب فِي تغريده فَكَأَنَّهُ ... يُعِيد لنا مَا لقنته الحمائم)
وأنشدني لَهُ إجَازَة السَّرِيع
(عود حوى فِي الرَّوْض أعواده ... كل الْمعَانِي وَهُوَ رطب قويم)
(فحان شدو الْوَرق فِي سجعه ... ورقة المَاء ولطف النسيم)
وأنشدني لَهُ إجَازَة من أَبْيَات الْكَامِل
(وشدت فأيقظت الرقود بشدوها ... وأعارت الأيقاظ طيب رقودها)