(مهدمة الْعُمر لحر إِذا ... أصبح بَين النَّاس ذَا مهدمه)
(مُحرمَة الْمُلْحِف أولى بِهِ ... إياك أَن ترعى لَهُ محرمه)
(مسلمة يمْنَعهَا غَاصِب ... حَقًا فأمسى جوره مسلمه)
(مظْلمَة يَفْعَلهَا ظَالِما ... تلقيه يَوْم الْحَشْر فِي مظلمه)
(من دَمه أهدره الْحبّ ... لَا غرو إِذا حلت بِهِ مندمه)
(أسلمه الْحبّ إِلَى هلكه ... فَإِن نجا مِنْهُ فَمَا أسلمه)
(أشأمه الْبَين وَقد أعرقوا ... فيا لهَذَا الْبَين مَا أشأمه)
(مكتمة الأحزان فِي أدمعي ... يَبْدُو نصول الشيب من مكتمه)
(مُحرمَة الدَّهْر رفيقي فَفِي ... ذرى جمال الدّين لي محرمه)
(مقسمة الأرزاق فِي كَفه ... أَبْلَج زانت وَجهه مقسمه)
قَالَ ياقوت فِي مُعْجم الأدباء وَهِي خَمْسُونَ بَيْتا من هَذَا الأنموذج قلت لست هَذِه الأبيات من نمط قَول الحريري الْمَشْهُور فِي مقاماته بل هَذِه من بَاب الجناس التَّام وَهُوَ مَا اتّفق لَفظه وَاخْتلف مَعْنَاهُ لِأَن الحريري يَأْتِي الأول بلفظتين إِمَّا مستقلتين وَإِمَّا الثَّانِيَة بعض كلمة أُخْرَى)
ثمَّ يَأْتِي فِي الآخر بِكَلِمَة وَاحِدَة تشبه تينك اللفظتين الْأَوليين وَهُوَ ظَاهر وَمَا كَأَن البلطي ذاق قَول الحريري وَمَا أَتَى فِي قَوْله مَا يشبه قَول الحريري إِلَّا قَوْله من دَمه ومندمه لَا غير وَأورد لَهُ ياقوت أَيْضا نمط قَول الحريري فِي مقاماته آس أرملاً إِذا عرا وَهِي أَبْيَات يقْرَأ كل بَيت مِنْهَا مقلوباً
(اسع لَا بَقَاء سنا ... إنسأ قباً لعسا)
(اسخ بمولى درع ... ردعاء لوم بخسا)