وَسمع بِدِمَشْق من القَاضِي أبي نصر ابْن الشِّيرَازِيّ وَغَيره وَكَانَ أحد الشُّعَرَاء فِي عصره قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين أنشدنا عَنهُ أَبُو الْحسن اليونيني وَغَيره وَتُوفِّي بِالْقَاهِرَةِ قلت وَعَلِيهِ تخرج الْحَكِيم شمس الدّين ابْن دانيال وَبِه تأدب وَله مَعَه حكايات كَانَ يسخر بِهِ ويهزو ويضحك من النَّاس وَمن شعره // (من المنسرح) //
(جمعك بَين الْكَثِيب والغصن ... فرق بَين الجفون والوسن)
(يَا فتْنَة مَا دقيت صرعتها ... مَعَ حذري دَائِما من الْفِتَن)
(بِاللَّفْظِ واللحظ كم ترى أبدا ... تسخر بِي دَائِما وتسحرني)
(وَقد ألفت الغرام فِيك كَمَا ... فرقت بَين الْحَيَاة وَالْبدن)
أَنْشدني العلامةُ أثير الدّين أَبُو حَيَّان قَالَ أَنْشدني معِين الدّين بن توَلّوا لنَفسِهِ // (من الْبَسِيط) //
(أما السماح فقد أقوت معالمه ... فَمَا على الأَرْض من ترجى مكارمه)
(فَلَا يغرنك من يلقاك مُبْتَسِمًا ... فطالما غر برق أَنْت شائمه)
(لَا تتعب النَّفس فِي استخلاص راحتها ... من باخل لؤمه فِي الْجُود لائمه)
(أخي المذلة إعزازا لدراهمه ... ويصحب الذل من عزت دَرَاهِمه)
(مَاذَا أَقُول لدهر عَاشَ باهله ... غنى وَمَات بِسيف الْفقر عالمه)
(قد سَالم النَّقْص حَتَّى مَا يحاربه ... وَحَارب الْفضل حَتَّى مَا يسالمه)
وَمن شعره // (من الْخَفِيف) //
(يَا أهل مصر وجدت أَيْدِيكُم ... عَن بسطها بالنوال منقبضه)
(فمذ عدمت الْغذَاء عنْدكُمْ ... أكلت كتبي كأنني أرضه)
وَمِنْه // (من الْبَسِيط) //
(يَا رب شيخ دَعَاني للفسوق بِهِ ... فَجِئْته غير مسرور وَلَا راضي)
(علما بِأَنِّي سألقى مِنْهُ شَائِبَة ... قضى عَلَيْهَا بذل دَائِم قَاضِي)
(كَأَنَّهَا فَم شيعي شواربه شابت ... وَمَا مَسهَا يَوْمًا بمقراض)