(يَا ابْن دَاوُد يَا فَقِيه الْعرَاق ... أَفْتِنَا فِي قواتل الأحداق)
(هَل عَلَيْهِنَّ فِي الجروح قصاص ... أم مُبَاح لَهَا دم العشاق)
وَإِذا الْجَواب
(كَيفَ يفتيكم قَتِيل صريع ... بسهام الْفِرَاق والاشتياق)
(وقتيل التلاق أحسن حَالا ... عِنْد دَاوُد من قَتِيل الْفِرَاق)
اجْتمع يَوْمًا هُوَ وَابْن سُرَيج فِي مجْلِس الْوَزير ابْن الْجراح فتناظرا فِي الْإِيلَاء فَقَالَ لَهُ ابْن سُرَيج أَنْت بِقَوْلِك من كثرت لحظاته دَامَت حسراته ابصر مِنْك بالْكلَام فِي الْإِيلَاء فَقَالَ لَهُ أَبُو بكر لَئِن قلت ذَاك فَإِنِّي أَقُول
(أنزه فِي روض المحاسن مقلتي ... وَأَمْنَع نَفسِي نَفسِي أَن تنَال محرما)
(وأحمل من ثقل الْهوى مَا لَو أَنه ... يصب على الصخر الْأَصَم تهدما)
(وينطق طرفِي عَن مترجم خاطري ... فلولا اختلاسي رده لتكلما)
فَقَالَ لَهُ ابْن سُرَيج وَبِمَ تفتخر عَليّ وَلَو شِئْت أَنا أَيْضا لَقلت
(ومساهر بالغنج من لحظاته ... قد بت أمْنَعهُ لذيذ سناته)
(ضنا بِحسن حَدِيثه وعتابه ... وأكرر اللحظات فِي وجناته)
(حَتَّى إِذا مَا الصُّبْح لَاحَ عموده ... ولى بِخَاتم ربه وبراته)
فَقَالَ أَبُو بكر يحفظ الْوَزير عَلَيْهِ ذَلِك حَتَّى يُقيم عَلَيْهِ شَاهِدي عدل أَنه ولى بِخَاتم ربه وبراته فَقَالَ ابْن سُرَيج يلْزَمنِي فِي ذَلِك مَا يلزمك فِي قَوْلك أنزه فِي روض المحاسن مقلتي الْبَيْت فَضَحِك الْوَزير وَقَالَ لقد جَمعْتُمَا ظرفا ولطفاً وفهماً وعلما
ابْن الْجراح الْكَاتِب مُحَمَّد بن دَاوُد بن الْجراح الْكَاتِب كَانَ كَاتبا عَارِفًا بارعاً بأيام النَّاس وأخبارهم ودول الْمُلُوك لَهُ فِي ذَلِك مصنفات كَانَ مَعَ ابْن العتز فَلَمَّا انحل أَمر