إِحْدَاهمَا بنية الْغَزْو فامتدحه وَأقَام عِنْده مُدَّة فِي جرايته وضيافته ثمَّ أجزل صلته وخلى سبيسله وَكَانَ دُخُوله عَلَيْهِ بقصيدة بائية طَوِيلَة جدا أذكر مِنْهَا مَا يخف ذكره وَقَوله مِنْهَا // (من الطَّوِيل) //
(بَكت وَشَكتْ واسترجعت وتوجعت ... فظلت لَهَا مسترجعا متباكيا)
(وَقَالَت أما ينهاك أَن تذكر النَّوَى ... نهى قد نهت عَنْك الصِّبَا والتصابيا)
(وَهَذَا أَوَان الْحلم فاسمع وَكن لَهُ ... مُطيعًا وَكن للغى وَالْجهل قاليا)
(أَلَسْت ترى عارا عَلَيْك بِأَن ترى ... لمن لَا ترى حبا كحبك عَاصِيا)
(وَمن لصغار من عتال تَركتهم ... كزغب القطا يَبْغُونَ طعما وساقيا)
(وَلنْ يَجدوا للعيش بعْدك لَذَّة ... وَلنْ يشْربُوا من بعْدك المَاء صافيا)
(فَقلت لَهَا [إِن] الَّذِي لَيْسَ غيرَة ... إِلَه كفاهم حَافِظًا ومراعيا)
(وحسبي بِهِ مستخلفا ومصاحبا ... أَمَامِي مَحْفُوظ بِهِ وورائيا)
(وَقربت للترحال دهماء تعتلي ... ترى أدهم الْمرْآة أَخْضَر طاميا)
(يخال من استعلاه إِن ظلّ رَاكِبًا ... من الهول مسودا من اللَّيْل داجيا)
(إِذا ضَربته الرّيح هاج تغيظا ... وماج بِمَا يَعْلُو الْجبَال الرواسيا)
(فَلم أر من زنجية قطّ طَاعَة ... كطاعتها فِيمَا يسر المواليا)
(وَلَا مثلهَا مركوبة قاد ركبهَا ... سرَاعًا بِمَا يَعْنِي القلاص النواجيا)
(وتنشر أَحْيَانًا جنَاحا يطيرها ... قوادم مِنْهُ تستخف الخوافيا)
(وتطويه أَحْيَانًا إِذا لم تكن لَهَا ... من الرّيح مَا يرضاه من كَانَ مَاضِيا)
(وتمشي بأيد مطلقات تحثها ... رجال بأيد يعْملُونَ النواليا)
(وَرجلَيْنِ لَا تخطوا كَمَا يختطى بهَا ... إِذا سَار أُخْرَى الدَّهْر من كَانَ خاطيا)
وَمِنْهَا فِي المديح // (من الطَّوِيل) //
(فيا أيهذا الْحَاجِب المبتني علا ... وَهل يبتني إِلَّا الْكِرَام المعاليا)
(إِلَيْك رحلناها نَظَائِر فِي الدجى ... نَظَائِر أشباه القطا متباريا)
(وَتَعْلُو الضُّحَى أثباج أَخْضَر مُزْبِد ... مهيب وَإِن أضحى لرائية ساجيا)
(ترَاهُ فتخشاه وتحسب حوله ... غظامط يَحْكِي من أنَاس تلاحيا)