النَّاس بأعلام علمه الَّتِي إِذا أخفقت كم هزمت كميا وقادت إِلَى الْحق أَبَيَا نحمده على نعمه الَّتِي جعلت الْعلمَاء للأنبياء وَرَثَة وأقامت بهم الْحجَّة على من نكب عَن الْحق أَو نقض الْمِيثَاق ونكثه ونفت بهم شبه الْبَاطِل على الدّين الْقيم كَمَا يَنْفِي الْكِير خثبه وَجعلت كل حبر مِنْهُ إِذا نطق فِي المحافل جَاءَ بِالسحرِ الْحَلَال من فِيهِ ونفته ونشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ شَهَادَة ندخرها فِي الْمعَاد خير عدَّة ونأمن بهَا يَوْم الْفَزع الْأَكْبَر إِذا ضَاقَ على النَّاس خناق الشدَّة ونجدها فِي الصحائف نورا يضيء لنا إِذا كَانَت وُجُوه الَّذين كذبُوا على الله مسودة وَتجْعَل أيدنا إِلَى قطاف ثمار الرَّحْمَة وجنى غصونها ممتدة ونشهد أَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله خير من هدى الْخلق ببرهانه وأشرف من قضى بَين النَّاس بِالْحَقِّ وفرقانه وأعز من دفع فِي صُدُور البلغاء بنان بُنْيَانه وَأكْرم من أطلق فِي ملكوب ربه جلّ وَعز عنان عيانه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وعَلى آله وَصَحبه الَّذين رووا لأوليائهم السّنة وَرووا من أعدائهم الأسنة وأضحت طريقهم لطَالب هَدِيَّة الْهدى مَطِيَّة المظنة وأمسوا حَربًا لحزب الشَّيْطَان الَّذين جعل الله فِي أذانهم وقرا وعَلى قُلُوبهم أكنة صَلَاة تطلق جِيَاد الْأَلْسِنَة فِي ميدانها الأعنة وتبلغهم أمانيهم الَّتِي بايعهم عَلَيْهَا أَن لَهُم الْجنَّة وَسلم وَشرف ومجد وكرم وَبعد فَلَمَّا كَانَ الْعلم الشريف هُوَ للدّين حَافظ نظامه وَضَابِط أَحْكَامه فِي حَلَاله وَحَرَامه بنشره يطيب نشر الْإِيمَان وأرجه ويتسع من صدر الْجَاهِل بِأَحْكَام ربه تَعَالَى ضيقه وحرجه وَالْعُلَمَاء هم الَّذين يدعونَ سوامه ويراعون ويقدمون على منع من يتَعَدَّى حُدُود الله عز وَجل فَمَا يهابون وَلَا يهانون وَلَا يراعون وَكفى بالعلماء فخرا أَنهم للْأمة أَئِمَّة الِاقْتِدَاء وَأَن مدادهم جعله الله بِإِزَاءِ دم الشُّهَدَاء وخلت فِي هَذِه الْأَيَّام الْمدرسَة القايمازية أثاب الله واقفها مِمَّن ينشر فِيهَا أَعْلَام الْعلم ويبدى فِي مباحثه مَعَ خصومه معنى الْحَرْب فِي صُورَة السّلم وَيثبت فِي رياض دروسها شقائق النُّعْمَان وينبت فِي حِيَاض غروسها دقائق النُّعْمَان تعين أَن يَقع الِاخْتِيَار على من يحيى بدروسه مَا درس من مَذْهَب الإِمَام الْأَعْظَم أبي حنيفَة النُّعْمَان رَضِي الله عَنهُ ويجدد بفضائله الَّتِي أتقن فنونها مَا رث من أَقْوَاله الَّتِي لَا تُوجد إِلَّا فِيهِ وَلَا تُؤْخَذ إِلَّا مِنْهُ وَكَانَ الجناب العالي الْقَضَاء الْعِمَادِيّ أَبُو الْحسن عَليّ الطرسوسي أدام الله أَيَّامه وأعز بِالطَّاعَةِ أَحْكَامه هُوَ الَّذِي تفرد بِهَذِهِ المزايا وَجمع هَذِه الْخلال الحميدة والسجايا تضع الْمَلَائِكَة لَهُ إِذا خطا فِي الْعلم الأجنحة ويتخذ النَّاس إِذا اضطروا لدفع الْأَذَى عَنْهُم من صَلَاحه الأسلحة قد أَرَادَ الله بِهِ خيرا لما وَفقه وفقهه فِي الدّين وأقامه حجَّة قَاطِعَة وَلَكِن فِي أَعْنَاق الْمُلْحِدِينَ تنقاد المشكلات لذهنه الْوَقار فِي أسلس قياد وتشيد أفكاره الدقيقة للنعمان أَمَامه مَا لَا شادته من الْمجد للنعمان أشعار زِيَاد
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute