(وَقد علا ليمونها اصفراره ... كمستهام خانه اصطباره)
(كَأَنَّهُ فِي القضب الموايل ... كرات عاج أَو نضال نَازل)
(كَأَنَّمَا النارنج مَا بَين الثَّمر ... إِذا بدا للناظرين فِي الشّجر)
(نُجُوم تبر فِي سَمَاء سندس ... لحسنه يحدث طيب الْأَنْفس)
(وَقد بدا الأترج فِي الْأَشْجَار ... مثل قناديل من النضار)
(وَقد زها رمانها مَعَ مَا زها ... لما حوى حسنا وطيباً وَبهَا)
)
(فَهُوَ كأحقاق على الأغصان ... قد أدعت حبا من المرجان)
(والسرو مَا بَين مياه تجْرِي ... كَمثل غيد فِي ثِيَاب خضر)
(وَالنَّخْل مَا بَين الرِّيَاح باسق ... وَالطير فِي أوكارها نواطق)
(والقبج والدراج والشحرور ... والصعو والشفنين والزرزور)
(والغر والفاخت والطاووس ... كَأَنَّهُ بَينهمَا عروس)
(والبط وَالسمان بَين النعنيط ... بَعضهم ببعضهم قد اخْتَلَط)
(تلهيك مِنْهُم نَغمَة القماري ... عَن نغمات الناي والأوتار)
(فبعضهم كَأَنَّهُ يُحَاسب ... وَبَعْضهمْ كَأَنَّهُ يُطَالب)
(وَبَعْضهمْ كَأَنَّهُ يفكر ... وَبَعْضهمْ على الغصون يصفر)
(فَقَالَ لي أقصر عَن الْوَصْف فقد ... وصفت مَا لست ترَاهُ من أحد)
(وَأَنت مَعَ ذَا للصبوح عاشق ... وأنني إِلَى الغبوق تائق)
(فَقلت خُذ مَا فِي الغبوق من نكد ... واسمع وَكن لما أَقُول مُعْتَقد)
(إِن كَانَ صعلوكاً وَكَانَ فِي الشتا ... وَأَقْبل اللَّيْل عَلَيْهِ وأتى)
(وَلم يعره حيطة جِيرَانه ... وَبَات فِي منزله إخوانه)
(فَلم يزل فِي لَذَّة وقصف ... وَفِي جَمِيع مَا يفوت وصفي)
(من حادثات الدَّهْر فِي أَمَان ... وَفِي سرُور ونعيم دَان)
(وبعضنا لبعضنا مؤات ... حَتَّى رمانا الدَّهْر بالشتات)