(جَادَتْ عَلَيْهَا أدمع السَّحَاب ... حَتَّى كستها حلل العتابي)
(يُبْدِي لنا ريحانها جماجماً ... حمراً وخضراً قد حكت عَمَّا بهَا)
(والنرجس البزري زهر مونق ... مثل عُيُون لعيون ترمق)
(أَو كنجوم فِي ذرى الأغصان ... أَو دُرَر تَبَسم عَن عقيان)
(وَقد ترَاءى الْقطر فِي الشَّقِيق ... كلؤلؤ رطب على عقيق)
(كَأَنَّهُ فِي وسط روض معشب ... مَا بَين شيح كمشيب الأشيب)
)
(خد أسيل سَالَ فِيهِ سالف ... لَيْسَ لَهُ غير اللحاظ قاطف)
(كَأَنَّمَا الْورْد أنيق المنظر ... مداهن من العقيق الْأَحْمَر)
(كَأَنَّمَا بهارها إِذْ طلعا ... تبر بِهِ فيروزج قد رصعا)
(كَأَن آذريونها لما ابتدر ... والياسمين حوله مثل الدُّرَر)
(يزهى على الزهر برياه الأرج ... كؤوس تبر فِي أقاصيها سبج)
(كَأَنَّمَا منثورها لما انتثر ... جَوَاهِر تبددت على حبر)
(ناصعة تزهر بَين الخيري ... كَمثل صلبان من البلور)
(سوسنها يَحْكِي لكل عين ... روس بوقات من اللجين)
(وَقد تبدى أَزْرَق البنفسج ... كالقرص فِي خد غرير غنج)
(أَو لازورد فَوق وشي قد نثر ... يهدي فتيق الْمسك رياها الْعطر)
(وَقد بدا فِي الرَّوْض نشر العنبر ... يغشى الرِّبَا من برك النيلوفر)
(كَأَنَّهُ أسنة من عسجد ... مودعة غلفًا من الزمرد)
(إِن جَاءَت الشَّمْس عَلَيْهِ وَانْفَتح ... وهام كل نَاظر من الْفَرح)
(شبهه ذُو النَّاظر المبهوت ... لَهُ بطاسات من الْيَاقُوت)
(حَتَّى إِذا مَا غَابَتْ الشَّمْس انطبق ... وَغَابَ للْوَقْت كصب ذِي أرق)
(جد على تغريقه لمهجته ... فِي اللج من لوعته وحسرته)
(لما أَزَال الهجر عَنهُ حسه ... غمض عَيْنَيْهِ وأخفى نَفسه)
(كَأَنَّمَا أنهارها أراقم ... كَأَنَّمَا غدرانها دَرَاهِم)
(وَقد زها تفاحها المضرج ... لما بدا لفاحها المدبج)