للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أهوَ الجدران وَأَهْلهَا مَعًا حَال كَونهم فِيهَا أم هِيَ فَقَط أم هم فَقَط وَالظَّاهِر عِنْدِي أَنه يُطلق عَلَيْهَا مَعَ قطع النّظر إِلَى وجود أَهلهَا وعدمهم بِدَلِيل قَوْله تَعَالَى أَو كَالَّذي مر على قَرْيَة وَهِي خاوية على عروشها سَمَّاهَا قَرْيَة وَلَا أهل وَلَا جِدَار قَائِما وَلعدم تنَاول لفظ الْقرْيَة إيَّاهُم فِي البيع إِذا كَانَت الْقرْيَة وَأَهْلهَا ملكا للْبَائِع وهم فِيهَا حَالَة البيع وَلَو كَانَ الْأَهْل داخلين فِي مسماها لدخلوا فِي البيع ولبدت المعايرة بَين الْمُضَاف والمضاف إِلَيْهِ وَإِنَّمَا ذكر الْأَهْل لِأَنَّهُ هُوَ الْمَقْصُود من سِيَاق الْكَلَام دون الجدران لِأَنَّهُ بمعرض حِكَايَة مَا وَقع مِنْهُم من اللوم فَإِن قلت فَمَا نصْنَع بقوله تَعَالَى وَكم أهلكنا من قَرْيَة بطرت معيشتها وَكم من قَرْيَة أهلكناها فَجَاءَهَا بأسنا بياتاً أَو هم قَائِلُونَ

وَضرب الله مثلا قَرْيَة كَانَت آمِنَة إِلَى آخِره واسأل الْقرْيَة فَإِن المُرَاد فِي هَذِه الْآيَات وأمثالها الْأَهْل والجدران قلت هُوَ من بَاب الْمجَاز بِالْقَرِينَةِ لِأَن الإهلاك إِنَّمَا ينْسب إِلَيْهِم دونهَا بِدَلِيل أَو هم قَائِلُونَ فأذاقها الله لِبَاس الْجُوع وَالْخَوْف وبطرت معيشتها والاستحالة السُّؤَال من غير الْأَهْل على أَنا نقُول لَو تصور وُقُوع الْهَلَاك على نفس الْقرْيَة بالخسف والحريف والغريق وَنَحْوه لم تتَعَيَّن الْحَقِيقَة لما ذَكرْنَاهُ وَالله أعلم وَهَذَا عجالة الْوَقْت وَنحن على جنَاح)

السّفر

وَمن شعر الشَّيْخ زين الدّين الْمشَار إِلَيْهِ يمدح الْملك الصَّالح صَاحب مادرين من الطَّوِيل

(إلهي إِن الصَّالح المصلح الَّذِي ... بدا عزة فِي آل أرتق تزهر)

(وألبسته من نور وَجهك حلَّة ... تكَاد لأبصار الْخَلَائق تبهر)

(إِذا برقتْ يَوْمًا أسرة وَجهه ... على النَّاس قَالَ النَّاس جلّ الْمنور)

(وَقَالُوا كَمَا قَالَت صَوَاحِب يُوسُف ... أذا ملك أم آدَمِيّ مُصَور)

(يؤمل أَن أَدْعُوك ظنا بأنني ... لديك وجيه مستجاب موقر)

(إلهي فَلَا تخلف بِي الظَّن عِنْده ... وَإِن لم أكن أَهلا فحلمك يستر)

(وهذي يَدي مَرْفُوعَة بتضرع ... فيسر عَلَيْهِ كلما يتعسر)

(وآمنه من خوف فقد أَمن الورى ... بهيبته مِمَّا يخَاف ويحذر)

(وَأحسن لَهُ العقبى وبلغه بَيْتك ... الْحَرَام على وَجه تحب وتؤثر)

(وَحط ملكه حَتَّى يؤوب مُسلما ... وَقد حطت الأوزار وَهُوَ مطهر)

(فَمَا فِي اعتقادي فِي السلاطين مثله ... وَأَنت بِمَا يخفى ويعلن أخبر)

<<  <  ج: ص:  >  >>