للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بِهَذَا الحكم أَعنِي النِّكَاح بِالْهبةِ عَن سَائِر النَّاس لمَكَان النُّبُوَّة وَكرر اسْمه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تَنْبِيها على عَظمَة شَأْنه وجلالة قدره إِشَارَة إِلَى عِلّة التَّخْصِيص وَهِي النُّبُوَّة

وَمن التحقير فبدل الَّذين ظلمُوا مِنْهُم قولا غير الَّذِي قيل لَهُم فأنولنا على الَّذين ظلمُوا دون عَلَيْهِم وَقَالُوا قُلُوبنَا غلف بل لعنهم الله بكفرهم أضمر هُنَا ثمَّ لما أُرِيد الْمُبَالغَة فِي ذمهم صرح فِي الْآيَة الثَّانِيَة وَالثَّالِثَة بكفرهم فَقيل لعنة الله على الْكَافرين ووللكافرين عَذَاب مهين وَأَمْثَاله كثير إِذا تقرر هَذَا الأَصْل فَيَقُول لما كَانَ أهل الْقرْيَة موصوفين بالشح الْغَالِب واللؤم اللازب بِدَلِيل قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانُوا أهل قَرْيَة لِئَامًا وَقد صدر مِنْهُم فِي حق هذَيْن الْعَبْدَيْنِ الكريمين على الله تَعَالَى مَا صدر من الْمَنْع بعد السُّؤَال كَانُوا حقيقين عَلَيْهِم بِسوء الصنع فَنَاسَبَ ذَلِك التَّصْرِيح باسمهم لما فِي لفظ الْأَهْل من الدّلَالَة على الكره مَعَ حرمَان هذَيْن الفقيرين من خير لَهُم مَعَ استطعامهما إيَّاهُم وَلما دلّ عَلَيْهِ حَالهم من كدر قُلُوبهم وعمى بصائرهم حَيْثُ لم يتفرسوا فيهمَا مَا تفرسه صَاحب السَّفِينَة فِي قَوْله أرى وُجُوه الْأَنْبِيَاء هَذَا مَا يتَعَلَّق بِالْمَعْنَى وَأما مَا يتَعَلَّق بِاللَّفْظِ فَلَمَّا فِي جمع الضميرين فِي كلمة وَاحِدَة من استثقال فَلهَذَا كَانَ قَلِيلا فِي الْقُرْآن الْمجِيد وَأما)

قَوْله تَعَالَى فَسَيَكْفِيكَهُم الله وَقَوله أنلزمكوها فَإِنَّهُ لَيْسَ من هَذَا الْقَبِيل لِأَنَّهُ عدُول عَن الِانْفِصَال إِلَى الِاتِّصَال الَّذِي هُوَ أخصر وَعند فك الضَّمِير لَا يُؤَدِّي إِلَى التَّصْرِيح باسم ظَاهر بل يُقَال فسيكفيك إيَّاهُم الله وأنلزمكم إِيَّاهَا فَكَانَ الِاتِّصَال الأولي لِأَنَّهُ أخصر

ومؤداهما وَاحِد بِخِلَاف مَسْأَلَتنَا ثمَّ هُنَا سُؤَالَات فَالْأول مَا الْفرق بَين الاستطعام والضيافة فَإِن قلت إنَّهُمَا بِمَعْنى قلت فَلم خصصهما بالاستطعام والأهل بالضيافة

وَالثَّانِي فَلم قيل فَأَبَوا أَن دون فَلم مَعَ أَنه أخصر

الثَّالِث لم قيل أَتَيَا أهل قَرْيَة دون أَتَيَا قَرْيَة وَالْعرْف بخلافة تَقول أتيت إِلَى الْكُوفَة دون أهل الْكُوفَة كَمَا قَالَ تَعَالَى ادخُلُوا مصر وَالْجَوَاب عَن الأول أَن الاستطعام وضيفة السَّائِل والضيافة وضيفة المسؤول لِأَن الْعرف يقْضِي بذلك فيدعو الْمُقِيم إِلَى منزله القادم يسْأَله ويحمله إِلَى منزله وَعَن الثَّانِي أَن فِي الإباء من قُوَّة الْمَنْع مَا لَيْسَ فِي فَلم لِأَنَّهَا تقلب الْمُضَارع إِلَى الْمَاضِي وسفيه فَلَا يدل على أَنهم لم يضيفوهم فِي الِاسْتِقْبَال بِخِلَاف الإباء المقرون ب أَن فَإِنَّهُ يدل على النَّفْي مُطلقًا وآبنه ويأبى الله إِلَّا أَن يتم نوره أَي حَالا واستقبالاً وَعَن الثَّالِث أَنه مَبْنِيّ على أَن مُسَمّى الْقرْيَة مَاذَا

<<  <  ج: ص:  >  >>